ذكرت لك ثمانية مجار ، لأفرق بين ما يدخله ضرب من هذه الأربعة ، لما يحدث فيه العامل وليس شىء منها إلا وهو يزول عنه ، وبين ما يبنى عليه الحرف بناء لا يزول عنه لغير شىء أحدث ذلك فيه من العوامل التى لكل عامل منها ضرب من اللفظ فى الحرف ، وذلك الحرف حرف الإعراب». فالعامل هو الذى يحدث الإعراب وعلاماته من الرفع والنصب والجر والسكون. وقد مضى يوزع الأبواب باعتبار العوامل ، وبدأ بالفعل ، ووزع الأبواب الأولى على لزومه وتعديه إلى مفعول واحد ومفعولين وثلاثة مفاعيل. ثم تحدث عما يعمل عمله من أسماء الفاعل والمفعول والمصادر ونراه فى الفعل المتعدى إلى مفعول واحد لا يقف عند المفعول به ، بل يضيف إلى ذلك عمله فى المصادر أو بعبارة أخرى المفاعيل المطلقة مثل ذهب الذهاب الشديد وقعد القرفصاء ورجع القهقرى ، كما يضيف عمله فى المفعول فيه أو بعبارة أدق فى ظرفى الزمان والمكان (١). ويذكر عمله فى المجرور عن طريق الجار (٢) ، ويلاحظ هنا أن حرف الجر الأصلى قد يحذف ، وينصب المجرور على نزع الخافض مثل نبّئت زيدا يقول كذا أى عن زيد. ويفرق بين مثل هذا الحرف المنوى تقديره وحرف الجر الزائد فإنه إذا حذف من مثل (كَفى بِاللهِ) أصبح لفظ الجلالة فاعلا ، ولم تقدّر باء محذوفة. ويعرض لصيغ المبنى للمجهول إذا كان متعديا لمفعولين ، ويقول إن أولهما هو الذى ينوب عن الفاعل ، مثل كسى عبد الله الثوب (٣). ويتحدث عن عمل الفعل فى الحال مفرقا بينه وبين المفعول (٤) ، إذ الحال صفة للفاعل أو للمفعول. ويقف عند كان وأخواتها : صار وما دام وليس وما كان نحوهن من الفعل ، ويقول إن المنصوب بعدها ليس مفعولا ، وإنما هو خبر لها ، وهى بذلك أفعال ناقصة ، وقد تأتى تامة فتكتفى بفاعل كغيرها من الأفعال مثل كان الأمر أى وقع وأصبح محمد أى دخل فى الصباح ، ويقول إن ليس لا تأتى إلا ناقصة (٥). ويتحدث عن عمل ما النافية عند الحجازيين عمل ليس مثل : (ما هذا بَشَراً) ويذكر لات
__________________
(١) الكتاب ١ / ١٥.
(٢) الكتاب ١ / ١٧. ويسمى سيبويه هنا حرف الجر باسم حرف الإضافة.
(٣) الكتاب ١ / ١٩.
(٤) الكتاب ١ / ٢٠.
(٥) انظر فى هذا كله الكتاب ١ / ٢١.