فى عصره تأليفا فى جميع الميادين : فى التفسير والحديث والفقه والتاريخ
والتراجم واللغة والنحو. ومن أنفس كتبه اللغوية كتابه «المزهر فى علوم اللغة» وهو
يضم مباحث واسعة فى فقه العربية. وله فى النحو مصنفات مختلفة ، منها شرحه لمغنى
ابن هشام وشرحه لشواهده ، وكتاب الاقتراح فى أصول النحو ، ألّفه كما يقول فى
مقدمته على هدى كتاب الخصائص لابن جنى ، وقد لخص فيه جميع ما يتعلق بتلك الأصول ،
ورجع أيضا إلى كتابى «لمع الأدلة» و «الإغراب فى جدل الإعراب» لابن الأنبارى ، وأخذ
من الأول لبابه وأدخله فى ثنايا كتابه وضم خلاصة الثانى إلى مباحثه فى العلة. وهو
يتناول فى الكتاب السماع والإجماع والقياس والاستصحاب والأدلة والتعارض والترجيح
بين مذهبى البصريين والكوفيين ، ويتضح فى الأبواب الأخيرة أثر استضاءته بعلم أصول
الفقه.
ومن مصنفاته فى
أصول النحو وقواعده الكلية كتاب الأشباه والنظائر المطبوع مثل سالفه بحيدر آباد فى
الهند ، وهو فى أربعة مجلدات ، وفيه يطبق على العربية المنهج الذى اتخذه الفقهاء
فى مصنفاتهم للأشباه والنظائر فى الفقة ، ويصرح بذلك فى مقدمته له. ونراه يستعرض
أهم ما ألفه الفقهاء فى هذا الموضوع. قائلا إنه وضع كتابه فى العربية على ضوء كتاب
القاضى تاج الدين السبكى ، ما عدا صدره فإنه استلهم فيه كتاب الزركشى ، والكتابان
جميعا فى الأشباه والنظائر الفقهية. وكتاب السيوطى موزع على سبعة فنون : الأول فن
القواعد والأصول التى تردّ إليها الجزئيات والفروع .. وهو ـ كما يقول ـ معظم
الكتاب ومهمه ، والثانى فن الضوابط والاستثناءات والتقسيمات ، والثالث فن بناء
المسائل بعضها على بعض ، والفن الرابع فن معرفة الجمع والفرق ، والخامس فن الألغاز
والأحاجى والمطارحات ، والسادس فن المناظرات والمحاورات والفتاوى ، والسابع فن
الأفراد والغرائب.
وله فى قواعد
النحو والتصريف كتاب «همع الهوامع شرح جمع الجوامع» وهو موسوعة ضخمة لآراء النحاة
فى تلك القواعد من بصريين وكوفيين وبغداديين وأندلسيين ومصريين ، ومع كل رأى حججه
وأدلته ، جمعها من نحو مائة مصنف ، لعل أهمها ارتشاف الضّرب لأبى حيان. وهو يتعقب
فيه آراء النحاة حتى عصره ،