من ذلك ذهابه ـ مع الجمهور ـ إلى أن الإعراب لفظى لا معنوى (١). وكان يرى أن الأسماء «قبل تركيبها فى صيغ وعبارات» مبنية (٢) وأن «ذان وتان» الإشاريتين وضعتا للمثنى وليستا مثنيين حقيقيين ، ومعنى ذلك أن ذان صيغة وضعت للرفع وذين صيغة أخرى وضعت للنصب والجر (٣) ، ومثلها تان. وذهب جمهور النحاة إلى أن مثل «غلامى» مبنى لإضافته إلى مبنى ، وخالفهم ابن الحاجب فعده معربا مقدرا إعرابه بدليل إعراب نحو «غلامه وغلامك» (٤). وذكر النحاة أن من مسوغات الابتداء بالنكرة أن يسبقها استفهام «مثل أتلميذ فى الفصل» وقصر ابن الحاجب ذلك على همزة الاستفهام المعادلة بأم مثل «أرجل فى الدار أم امرأة» (٥) واضطرب النحاة بإزاء قول الحكمى :
غير مأسوف على زمن |
|
ينقضى بالهمّ والحزن |
فقال بعضهم غير مبتدأ لا خبر له ، وقال ابن جنى ـ وتبعه ابن الحاجب ـ إن غير خبر مقدم محذوف مبتدؤه ، إذ الأصل زمن ينقضى بالهم والحزن غير مأسوف عليه ، ثم قدمت غير وما بعدها ، ثم حذف زمن ـ وهو المبتدأ ـ دون صفته ، فعاد الضمير المجرور بعلى على غير مذكور فأتى بالاسم الظاهر مكانه (٦) ومما اتفق فيه مع أبى على الفارسى جواز تذكير الفعل مع فاعله إذا كان جمع مؤنث سالما ، فنقول قال الزينبات وقالت (٧). وكان يذهب ـ مع الزمخشرى ـ إلى أن لام الابتداء هى التى تكون مع المبتدأ وحده فى مثل «لزيد قائم» ولقائم زيد ، أما ما سوى ذلك فسمّى اللام فيه لاما مؤكدة مثل «إن محمدا لقائم» (٨). وكان يذهب معه ومع الكوفيين فى الفاعل الساد مسد الخبر مع الوصف أن يكون اسما ظاهرا
__________________
(١) الرضى على الكافية ١ / ١٥ وانظر الهمع ١ / ١٤.
(٢) الرضى على الكافية ١ / ١٤ ، ٢ / ٢.
(٣) الرضى ٢ / ٢٩ والمغنى ص ٣٨ والهمع ١ / ٤٢.
(٤) الرضى ١ / ٣٠.
(٥) الرضى ١ / ٧٩ وما بعدها والمغنى ص ٥٢٢.
(٦) المغنى ص ١٧٢.
(٧) الرضى ١ / ١٥٨ وانظر حاشية الشيخ يس على شرح التصريح على التوضيح (طبعة عيسى البابى الحلبى) ١ / ٢٨٠.
(٨) الرضى ٢ / ٣١٤ ، ٣٣٠ والمغنى ص ٢٥٢.