ألا وإنّي أخبركم بخبر علي إنّه مني بأوباش كالمراطة بين لغموط (١) وحجابه ومقدّم ومهدّم حملت (٢) به شوهاء شهواء في أقصى مهيلها فأتت به محصناً ، وكلّها (٣) أهون على عليّ من سعدانة بقل (٤).
أفبهذا يستحقّ الهجاء ؟ أم بعزمه (٥) الحاذق وقوله الصادق وسيفه الفالق ؟ إنّما يستحقّ الهجاء من سامه إليه وأخذ الخلافة وأزالها عن الوراثة (٦) وصاحبها ينظر إلى فيئه ، وكأنّ الشبا مرع تلبسه (٧) حتّى إذا لعب بها فريق ، بعد فريق ، وخريق (٨) بعد خريق ، اقتصروا على ضراعة الوهز وكثرة البز (٩) ، ولو ردّوه إلى سمت الطريق والمرت (١٠) البسيط والتامور العزيز (١١) لألفوه (١٢) قائماً واضع الأشياء (١٣)
__________________
(١) الأوباش : الأخلاط والسفلة. والمراطة : ما سقط في التسريح أو النتف. واللغموط لم أجده في اللغة ، وفي القاموس : اللعمط كزبرج : المرأة البذيّة ، ولا يبعد كون الميم زائدة ، واللغط : الأصوات المختلفة والجلبة. ( البحار ).
(٢) في العدد القوية والبحار : « وحجابه وفقامه ومغذمر ومهزمر حملت ». فقم فلان : بطر وأشر ، والأمر لم يجر على استواء. وغذمره : باعه جزافاً ، والغذمرة : الغضب والسخط ، واختلاط الكلام والصياح ، والمغذمر : من يركب الأمور فيأخذ من هذا ويعطي هذا ويدع لهذا من حقّه. والهزمرة : الحركة الشديدة ، وهزمره : عنف به. ( البحار ).
(٣) في البحار : « فأتت به محضاً بحتاً ، وكلّهم ».
(٤) في العدد القوية والبحار : « سعدانة بغل ».
(٥) في البحار : « الهجاء وعزمه ».
(٦) في البحار : « الوراثة ».
(٧) في العدد القوية والبحار : « وكأنّ الشبادع تلسبه ». والشبادع : جمع شبدع بالدال المهملة كزبرج ، وهو العقرب. يقال : لسبته الحيّة وغيرها كمنعه وضربه لدغته. ( البحار ).
(٨) المراد بالخريق من يخرق الدين ويضيعه ، وكان يحتمل النون فيهما فالفرنق كقنفذ : الرديء ، والخرنق كزبرج : الرديء من الأرانب. ( البحار ).
(٩) في العدد القوية والبحار : « وكثرة الأبز ».
الوهز : الوطي ، والدفع ، والحث. والأبز : الوثب والبغي. ( البحار ).
(١٠) المرت : المفازة. ( البحار ).
(١١) التامور : الوعاء ، والنفس وحياتها ، والقلب وحياته ، ووزير الملك ، والماء ، ولكلّ وجه