المصرع الرابع عشر
وهو مصرع موسى بن جعفر الكاظم عليهالسلام
صفّوا بواطن سرائركم أيّها العارفون ، واجلوا درن مرآة ضمائركم أيّها العاشقون ، وجودوا بنفائس الأعمار أيّها الطالبون ، وروضوا شوامس نفوسكم أيّها السالكون ، ( لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) (١).
استوحشوا من الرقباء إن كنتم عشّاقاً ، وجانبوا الوشاة إن رمتم من المحبوب وفاقاً ، وتذّللوا له تكونوا عنده مكرمين وأطيعوه فيما أمركم تصيروا محترمين ، واعلموا أنّ المحبوب متى عصي جفا ، ومتى خولف قلىٰ.
ما أنت والقوم ترجو نيل سعيهم |
|
وما شربت من الكأس الّذي شربوا |
فشمّروا ذيول الجدّ والاجتهاد ، وتجافوا عن ناعم الفراش والمهاد ، وانهجوا ملحوب الرضا ، وسلّموا المحتوم القدر والقضاء ، ووالوا أولياء الله وعادوا أعداءه ، وأحبّوا أحبّاءه وأبغضوا بغضاءه ، واعتقدوا بنيّات صادقة أنّ حبّ محمّد وآله عليهمالسلام حبّ الله ، ورضاهم اختياره ورضاه ، وهم حجّته ومحجته ، وأعلام الهدى ورايته ، وفضله ورحمته ، وعين اليقين وحقيقته ، وصراط الحقّ وعصمته ، ومبدأ الوجود وغايته ، وقدرة الله ومشيئته ، وأمّ الكتاب وخاتمته ، وفصل الخطاب ودلالته ، وخزنة الوحي وحفظته ، وأمنة الذكر وتراجمته ، ومعدن التنزيل ونهايته.
فهم الكواكب العلوية ، والأنوار العلوية المشرقة من شمس العصمة الفاطمية في سماء العظمة المحمديّة ، والأغصان النبويّة النابتة في الدوحة الأحمدية ، والأسرار
__________________
(١) سورة آل عمران : ٣ : ٩٢.