مذكور في قوله : (وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) (١) بعد قوله : (وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ) (٢) الّذي تغاضى عنه الشيخ بالمرّة.
وقول القرآن عن سيّدنا المسيح : (وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ) ، (بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ) (٣) لو لم يفهم منه رفع المسيح حيّا وإنّما رفع روحه ، كما زعمه الشيخ وأصرّ على زعمه ، فإذن يمكن أن يقول قائل : إنّ القرآن لا ينفي قتل المسيح وصلبه في صورة قاطعة ؛ لأنّ رفع روحه إلى الله لا ينافي كونه مقتولا ومصلوبا بأيدي أعدائه ، وإنّما يكون هذا القول بأنّهم ما قتلوه وما صلبوه من قبيل الهزل ، كما لو قتل أحد إنسانا ثمّ قال في المحكمة : لم أقتله ولم أقبض روحه وإنّما الله قبض روحه! فلو أنّ الشيخ صاحب هذا التأويل الّذي يأمره به هواه لإنكار معجزة الرفع لم يغب عنه أنّ القرآن كلام الله ، لصانه عن أن لا يكون لنفيه القتل والصلب عن المسيح إلّا قيمة هزليّة!!
أمّا الكلام عن المانع الحقيقيّ عند كتّاب العصر الحديث وأتباعهم من علماء الأزهر عن الاعتراف بمعجزات الأنبياء عليهمالسلام الكونيّة ، وغيرها ممّا يخالف سنّة الكون ، كرفع عيسى ونزوله ، ووجود الشيطان فيضطرّهم بسبب هذه المخالفة إلى تكذيب الأحاديث الواردة بشأنه ، وتأويل الآيات ، مهما كانوا ظالمين لأئمّة الحديث في التكذيب ، ومبتعدين عن منطوق الآيات في التأويل ، بل ظالمين أحيانا في تأويل الآيات أيضا كقول الشيخ شلتوت في مسألة وجود الشيطان : إنّ القرآن جار فيه عقيدة العرب الجاهلين ، وقول الاستاذ فريد وجدي بك في آيات
__________________
(١) النساء : ١٥٧.
(٢) النساء : ١٥٧.
(٣) النساء : ١٥٨.