الفصل السابع
في خروج الدجّال (١)
وفيه ٢٦ حديثا
__________________
(١) قال المدابغي في حاشية الفتح المبين (ص ٧٥) : واسمه : صاف ، وكنيته : أبو يوسف ، وهو يهودي ، انتهى. شرح الأعلام لشيخ الإسلام : ويقال له المسيح ـ بالحاء المهملة ـ على المعروف ، بل الصواب كما في المجموع ، لقّب به لأنّه يمسح الأرض كلّها ، أي يطأها إلّا مكّة والمدينة ، وبالخاء المعجمة لأنّه ممسوخ العين ، انتهى. شويري : وسأل الحافظ المقرئ أبو عمرو الداني أبا الحسن القابسي : كيف تقرأ المسيح الدجّال؟ فقال : بفتح الميم وتخفيف السين ، أي وبالحاء المهملة ، مثل المسيح عيسى بن مريم ؛ لأنّ عيسى عليهالسلام مسح بالبركة ، وهذا مسحت عينه ، انتهى. تذكرة القرطبي : والدجّال من الدجل ، وهو التغطية ؛ لأنّه يغطّي الأرض بجموعه ، والحقّ بأباطيله ، وفتنته أعظم فتن الدنيا ، ولهذا استعاذ النبي صلىاللهعليهوسلم منها ، انتهى ما أردنا نقله من كلام المدابغي ، وذكر هنا أوصافه وفتنة الناس به ، وقال : جاء : من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم من الدجّال ، وفي رواية : من آخر الكهف.
وقال في النهاية : وقد تكرّر ذكر الدجّال في الحديث ، وهو الذي يظهر في آخر الزمان ، يدّعي الالهيّة ، و «فعّال» من أبنية المبالغة ، أي يكثر منه الكذب والتلبيس.
وقال في كتاب البرهان على وجود صاحب الزمان : قد اتّفق علماء الإسلام ـ إلّا من شذّ ـ على خروج شخص كافر في آخر الزمان ، يسمّى الدجّال ، وجاءت بذلك الروايات والأخبار الكثيرة ، وهو من أشراط الساعة. وقال القاضي عياض فيما حكاه عنه النووي في شرح صحيح مسلم : إنّ ذلك مذهب أهل السنّة ، وجميع المحدّثين ، والفقهاء والنظّار ، ثم حكى القاضي إنكاره عن الخوارج والجهميّة وبعض المعتزلة ، وحكى أيضا عن الجبائي من المعتزلة وموافقيه من الجهميّة وغيرهم أنّه صحيح الوجود ، ولكن ما يدّعيه مخاريق وخيالات لا حقيقة لها ، وروى مسلم في صحيحه أخبارا كثيرة في صفته ، وفعله ، وكيفيّة خروجه ، انتهى كلام صاحب البرهان.