عليهم وإفحاما للمنكرين ، وبهذا الاعتبار ليس كتاب «كشف الأستار» من كتب الحديث ، ولم يذكر مصنّفه مثل هذه الحكاية باعتبار أنّها حديث من الأحاديث ، فذكرها في الأحاديث التي تبحث فيها عن سندها واعتبارها في غير محلّه ، إلّا أن يراد بذلك تكثير ما أسماه بالأحاديث الموضوعة ، وإظهار العجب من المحدّث النوري ، والاستحياء من النظر في مثل نقله ، مع أنّ الاستحياء من هذا العجب والاستحياء أولى من استحيائه.
وممّا ذكر يظهر الجواب عمّا نقله المحدّث النوري أيضا عن «ينابيع المودّة» من بيعة بعض مشايخ مصر مع الإمام المهدي عليهالسلام.
خبر الجزيرة الخضراء ومدائن أبناء المهدي عليهالسلام
وممّا عدّه من الأحاديث الموضوعة خبر قصة الجزيرة الخضراء وخبر مدائن أبناء المهدي عليهالسلام ، قال : نقل الأوّل المجلسي ـ رحمهالله ـ بدون إسناد متّصل (١) ، بل قال : وجدت رسالة مشتهرة بقصة الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض ولم يذكر صاحب الرسالة ، وقد أقرّ بعدم كونه في كتاب معتبر ، فقال : وإنّما أفردت لها بابا لأنّي لم أظفر به في الاصول المعتبرة ، وقال : وجدت في خزانة أمير المؤمنين عليهالسلام بخط الشيخ الفاضل الفضل بن يحيى بن علي الطيبي ما هذا صورته : الحمد لله ربّ العالمين ... وذكر تمام الحكاية إلى قوله : أدام الله إفضاله.
ثم قال : ونقل الثاني النوري في كتابه «جنّة المأوى» في الاستدراك
__________________
(١) البحار : ج ٥٢ ص ١٥٩ ـ ١٧٤.