يقول : اذكّركم الله أيّها الناس! ومقامكم بين يدي ربّكم ، فقد اتّخذ الحجّة ، وبعث الأنبياء ، وأنزل الكتاب ، وأمركم أن لا تشركوا به شيئا ، وأن تحافظوا على طاعته وإطاعة رسوله ، وأن تحيوا ما أحيى القرآن ، وتميتوا ما أمات ، وتكونوا أعوانا على الهدى ، ووزراء على التقوى ، فإنّ الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها ، وآذنت بالوداع ، فإنّي أدعوكم إلى الله وإلى رسوله ، والعمل بكتابه ، وإماتة الباطل ، وإحياء سنّته. فيظهر في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، عدّة أهل بدر على غير ميعاد ، قزعا كقزع الخريف ، رهبان الليل ، اسد بالنهار ، فيفتح الله للمهدي [عليهالسلام] أرض الحجاز ، ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم ، وتنزل الرايات السود الكوفة ، فتبعث بالبيعة إلى المهدي [عليهالسلام] ، ويبعث المهدي [عليهالسلام] جنوده إلى الآفاق ، ويميت الجور وأهله ، وتستقيم له البلدان ، ويفتح الله على يديه القسطنطينيّة.
١٢١٤ ـ (٣) ـ الفتوحات المكيّة : ورد الخبر في صفة المهدي [عليهالسلام] أنّه قال صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : يقفو أثري لا يخطئ.
ويدلّ عليه أيضا الأحاديث : ٤٩٩ ، ٦٧٧ ، ٩٠٤ ، ١١١٥ ، ١٢١٧.
__________________
(٣) ـ الفتوحات المكيّة : ج ٣ ص ٣٣٢ ب ٣٦٦ وقال في ص ٣٢٧ ب ٣٦٦ : «في معرفة منزل وزراء المهدي عليهالسلام الظاهر في آخر الزمان الّذي بشّر به رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وهو من أهل البيت ... يقفو أثر رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، لا يخطئ ، له ملك يسدّده من حيث لا يراه ، يحمل الكلّ على الحقّ ، ويقوي الضعيف على الحقّ ، ويعين على نوائب الحقّ ، يفعل ما يقول ، ويقول ما يعلم ، ويعلم ما يشهد».