(١٠)
معاوية والخوارج يقتسمان الأحداث الدموية
ما استقر علي عليهالسلام في الكوفة حتى أزعجته عن استقراره
أحداث متفرقة ، وهي وإن تكن صغيرة إلا أنها مقلقة ، عكرّت صفو إقامته إن يكن له
صفو ، وعرضت كيان دولته للإختلال ، ووسمت سلطانه العادل بالضعف لدى أعدائه.
وهذه الأحداث المتناوبة تتلخص في ثلاثة
مظاهر مهمة :
المظهر الأول ، ويتجلى بسياسة معاوية بهذه
الغارات المستمرة على أطراف العراق والحجاز وقلب اليمن.
والمظهر الثاني ، ويكمن في حركات
الخوارج المتتالية من هنا وهناك ، تعيث فساداً في الأرض ، وتعلن العصيان المسلّح.
والمظهر الثالث ، يتلخص في شأن ولاته
وعماله على الامصار فلم يكن كلهم كما أراد ، ولم يفِ له إلاّ بعضهم.
ولكل حدث من هذه الأحداث حديث خاص به ،
نحاول إجماله وإلقاء الضوء عليه دون الدخول في متاهة التفصيلات التأريخية المدونّة
في السِيّرِ والمغازي والتواريخ.
أولاً
: إستغل معاوية تفكك جيش الإمام في حربه
مع الخوارج ، واستطار فرحاً بانقسام أصحابه عليه ، ورأى في هذين عاملين مساعدين