الخالق ، وأن تشييع
المؤمن أمر مندوب إليه في الشريعة ، وإن غضب لذلك السلطان.
وتطورت المحاورة فيما بينهما ، ولوّح
عثمان بمشروعية شتم مروان للإمام ، فقال علي عليهالسلام
: « وأما أنا فوالله : لئن شتمني ، لأشتمنك أنت مثلها بما لا أكذب فيه ، ولا أقول
إلا حقاً ».
وهنا بَدَهُ عليّ عثمان بالمجابهة له ،
لأن مروان ليس في عداده ، فلو شتمه مروان لشتم عثمان بالحق لا يتزيد عليه ، فضاق
صدر عثمان وقال :
« ولم لا يشتمك إذا شتمته فوالله ما أنت
عندي بأفضل منه ». فنهره عليّ وزجره عن هذا التسرع في الرد ، وقال : « ألي تقول
هذا القول ، وبمروان تعدلني ، فأنا والله أفضل منك ، وأبي أفضل من أبيك ، وأمي
أفضل من أمك ».
فصعق عثمان ، وما حار جواباً ، وغص
بريقه على مضض.
هذه الشرارة التي إنقدحت بين علي وعثمان
، كان بنو أمية وراء إذكائها ، يغذون الفرقة ، ويزدرعون الإحن والأحقاد ، حتى كادت
الأمور تتعقد إلى غاية قصوى ، لولا أن يتداركها أبو الحسن بحلمه المعهود ، وقد
أنكر المسلمون هذا وغيره على عثمان.
ثانياً : عبد الله بن مسعود
:
وهو صحابي قديم من هذيل ، التقى بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في شعاب مكة ، وكان يرعى غنماً لعقبة
بن أبي معيط ، فاستسقاه النبي وصاحبه لبناً ، فأبى ذلك لأنه مؤتمن على مال غيره ،
قال له النبي : فهل عندك شاة لم ينزُ عليها الفحل؟ فدفع إليه عبد الله شاة عجفاء ،
فمسح النبي