مما ذكره جميع
المؤرخين دون استثناء ، ومما يطول معه الكلام ، ولا يستوعبه البيان الموجز.
لذا رأيت أن أشير إليه في بعض المظاهر
العامة دون الدخول في التفصيلات المضنية التي ارتسمت علائمها في التأريخ طيلة أيام
عثمان في الحكم ، فلم تعد سراً حتى يذاع ، ولا لغزاً فيحل ، فهي من المتسالم عليه
جملة وتفصيلاً ، والإشارة الهادفة إليه قد تغني عن الإسهاب بما هو متواتر مشهور.
في طليعة ما نقم المسلمون على عثمان
ومنه ، هذه الإجراءات التي أصنفها على سبيل التنظير لا الحصر :
أولا
: الأموال والفيء ؛ لم يسر عثمان على سنة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
في بقسيم المال بالسوية ، ولا صرف الفيء في مستحقيه من الرعية ، ولا راعى في ذلك
سيرة أبي بكر في التسوية ، ولا سيرة عمر في التفاضل ، وإنما خصّ بذلك أسرته
ومقربيه دون مسوغ شرعي :
١ ـ إفتتح المسلمون أرمينية في عصره ،
فأخذ خمس الغنائم كله ، وكان عظيماً ، ووهبه إلى مروان بن الحكم ، فقال عبد الرحمن
بن جنيد الجمحي بيته المشهور :
وأُعطيتَ مروان خمسَ البلادِ
|
|
فهيهات سعيكَ فِيمَن سعى
|
٢ ـ افتتح المسلمون إفريقيا في عهده ،
فأعطى عبد الله بن سعد بن أبي سرح أخاه من الرضاعة جميع ما أفاء الله به على
المسلمين من الغنائم لتلك البلاد الواسعة.
وعبد الله هذا أسلم ظاهراً ، وكان يحرّف
الوحي القرآني ، وارتد كافراً وعاد إلى مكة ، وأهدر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم دمه يوم الفتح ، وتشفع فيه