قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته

الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته

الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته

تحمیل

الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته

172/400
*

فيقول : « فيا الله وللشورى؟ متى اعترض الريب فيّ مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر ».

وخرج أصحاب الشورى من عمر وكل يرى نفسه أهلاً للخلافة ، إلا أمير المؤمنين فقد أدرك أن عمر نص على عثمان ، وأن الشورى صورية ، وأنه تخطيط مسبق محكم واعٍ لا يفوته شيء ؛ والطريف أن عمر لم يترك الأمر على سجيته بل أحكمه إحكاماً ، وأبرمه إبراماً ، واستدعى إليه أبا طلحة وهو في لحظاته الأخيرة ؛ وقال : « يا أبا طلحة إذا عدتم من حفرتي فكن في خمسين رجلاً من الأنصار حاملي سيوفكم ، وخذ هؤلاء النفر بإمضاء الأمر وتعجيله ، واجمعهم في بيت واحد ، وقف بأصحابك على باب البيت ، ليتشاوروا ويختاروا واحداً منهم ، فإن إتفق خمسة وأبى واحد فاضرب عنقه ، وإن إتفق أربعة وأبى اثنان فاضرب عنقيهما ، وإن إتفق ثلاثة فانظر الثلاثة الذي فيهم عبد الرحمن بن عوف وارجع إلى ما إتفقوا عليه ، فإن أصر الثلاثة على خلافهم فاضرب أعناقهم ، وإن مضى الستة ولم يتفقوا على أمر فاضرب أعناق الستة ، ودع المسلمين يختاروا لأنفسهم ».

واضح أن عمر منح لنفسه صلاحيات لم يسبق إليها ، فقد جعل عبد الرحمن بن عوف رئيساً لمجلس الشورى هذا ، وقد أناط الانتخاب برأيه وموافقته ، ولغيرنا أن يسأل : كيف يأمر عمر بقتل من مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو عنهم راضٍ.

وعلم العباس بن عبد المطلب بالأمر ، وتناهت إليه الأنباء فقال لعلي عليه‌السلام : « يا ابن أخي : لا تدخل معهم ، وأرفع نفسك عنهم ».

فما كان من علي إلا أن أجابه جواب الحكيم الصابر : « إني يا عم أكره الخلاف ».