(٧)
عمر يتناسى علياً ... ويعيّن مجلس الشورى
ما عرف عن عمر (رض) أنه كان شديداً مع
علي عليهالسلام مع عنفه
وشدته ، بل كان رقيقاً رفيقاً به ، حتى ذهب المسلمون كل مذهب في ذلك ، لا يختلف
معه في أمر ، ولا يعدو رأيه في إشارة ، ولا يأنف أن يجلس منه مجلس المستفيد ، ولا
يسمح لأحد أن يتطاول بحضوره ؛ وكان هذا المناخ الدافئ بين علي وعمر يوحي بأن لعمر
رأياً خاصاً بعلي لا يتعداه إلى سواه ، حتى طفحت نفسه ذات يوم وقال :
« لقد أجمعت أن أولي عليكم أحراكم أن
يحملكم على الحق ».
وسارت الأيام وهي تحمل بين طياتها
المفاجأت الغريبة ، وإذا بكعب الأحبار يدخل مسرح التنبؤات المثيرة ، وعمر في
عنفوان صحته وتكامل بنيته الجسمية والعقلية ، وإذا بكعب يتوجه إليه بقوله : اعهد
عهدك يا أمير المؤمنين ، فإنك مقتول بعد ثلاثة أيام ، فقال له عمر : وما يدريك
بذلك ، فقال أجده في كتاب الله : التوراة ، فسخر منه عمر ، وقال : إنك لتجد عمر بن
الخطاب في التوراة؟ فقال : اللهم لا ، ولكني أجد صفتك وحليتك.
ومضى عمر لشؤونه غير ملتفت لهذا التنبؤ
لم يصدق ولم يكذبه ، وهو بعد قوي الشكيمة ، موفور العافية سليم البدن ؛ إلا أن