قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته

الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته

الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته

تحمیل

الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته

142/400
*

وأما ليلي فمسهّد ، إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم ... وستنبئك إبنتك بتضافر أمتك على هضمها ، فاحفها السؤال ، واستخبرها الحال ، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثّه سبيلاً ، وستقول ويحكم الله ، والله خير الحاكمين. والسلام عليكما سلام مودّع لا قالٍ ولا سئم ، فإن انصرف فلا عن ملالة ، وإن اقم عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين ... فبعين الله تدفن ابنتك سراً ، ويهضم حقها ، وتمنع إرثها ، ولم يطل العهد ، ولم يخلق منك الذكر ، إلى الله يا رسول الله المشتكى ، وفيك يا رسول الله أحسن الغراء ، صلى الله عليك ، وعليك وعليها‌السلام والرضوان ».

قال الحاكم في المستدرك لما ماتت فاطمة قال علي بن أبي طالب :

لكلّ إجتماعٍ من خليلينِ فرقة

وكل الذي دون الفراق قليلُ

وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمد

دليل على أن لا يدوم خليلُ

وعاد عليّ عليه‌السلام إلى منزله يتجرع ألم فراق الزهراء ، ويعاني من ضروب الوحشة ما شاء أن يعاني ، فقد كانت الزهراء سلوته بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وليس رسول الله مما يسلى عنه ، وعطف إليه ولديه الحسن والحسين ، وثلة صغيرة من بني هاشم والأنصار ، ونظر في الأفق البعيد ، فرأى الأجدر به أن يبايع القوم ، فلقد قلّ ناصره بعد الزهراء ، وقد لاحت إمارات الأرتداد في الأفق ، وعليّ أولى الناس بالغيرة على جوهر الإيمان ، وهو أكثر الناس رفقاً ، وأمسهم رحماً بوشائج الناس ، وهو قد أبلغ في الإعذار إلى ربه وإلى المسلمين وإلى نفسه في كشف ظلامته ، وتناهت أخبار هذا العزم إلى أبي بكر ( رض ) فقصده إلى داره ، وأقبل مهرولاً إليه ، فاستقبله عليّ استقبال الصديق ، وهش إليه ابو بكر ، وكأن