لأخذ اليمن ـ مددا لمن سبق من الباشوات (١). فوصلوا جدة في شهر رمضان سنة ٩٣٢ تسعمائة واثنين وثلاثين (٢).
وصار العسكر يتعرضون العرب (٣) بالنهب ، فانقطعت الميرة (٤) عن مكة بسبب ذلك. وحصل بها غلاء لذلك ، ثم وصلت طائفة من العسكر إلى مكة ، وأخرجوا الناس من بيوتهم ، وسكنوها ، وكثر أذاهم. فتسلطت عليهم العربان ، وقتلتهم في طريق جدة ، وأينما وجدوهم (٥) إلى أن قتلوا تاجرين عظيمين (٦) من تجار مكة ظنا بهم أنهم
__________________
(١) في (ج) ، (د) «الباشوات» ، وباشوات مفردها باشا وهو لقب تعظيم بمعنى الرئيس يقال أنها من الفارسية بادشاه بمعنى ملك أو أنها من باشك أغا. وقد أطلق هذا اللقب في الدولة العثمانية على أصحاب المناصب العالية من مدنيين وعسكريين ، وبعد إلغاء الفرقة الانكشارية أصبح يمنح رجال الجيش لقب جنرال بدلا من باشا. إلا أنه في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي أعيد منح هذا اللقب لمن علت رتبهم من رجال الدولة العثمانية كالوزراء وغيرهم. انظر : حمد الجاسر ـ مقدمة تحقيق البرق اليماني ٧٥ ، حسين مجيب المصري ـ معجم الدولة العثمانية ـ طبع مكتبة الأنجلو المصرية ـ القاهرة ـ بدون تاريخ ٣٨ ـ ٣٩.
(٢) انظر : النهروالي ـ الاعلام ٤٢ ، ٤٣.
(٣) سقطت من (ب) ، (ج).
(٤) الميرة : هو الطعام الذي يجمع للسفر ونحوه. انظر : المعجم الوسيط ٢ / ٨٩٣.
(٥) أضاف النهروالي في البرق اليماني ص ٤٣» أنهم تسلطوا على السوقة وعلى العرب فتسلط العرب عليهم عند بير شميس وصاروا إذا خرجوا من حدة بالحاء المهملة خرج عليهم العرب من الشعاب عند بئر شميس وهجموا وقتلوهم وسلبوهم إلى أن قتلوا منهم مقتلة كبيرة وتعفنت طريق جدة بأشلائهم وصارت طريق جدة مخوفة وترك السيد الشريف صيانة طريق جدة لبذاءة سلمان وجماعته على قواد السيد الشريف وأتباعه بمكة وجدة».
(٦) في (ج) «عظمين». في النهروالي ـ البرق اليماني ٤٣ هما : الخواجا شيخ