فخلع مولانا السلطان على السيد إبراهيم خلعة (١) النيابة عن أخيه إذا غاب ، وتوجها إلى مكة ، فوصلاها أوائل العشر الأوسط من ذي القعدة (٢) ، وقرأ عهده بالحطيم (٣) ، ولبس خلعته على جري عادته.
وهذا آخر ما ذكره الفاسي من ملوك مكة (٤).
__________________
(١) الخلعة : كلمة عربية مشتقة من خلع أي خلع لباسه. والخلعة : هي حلة من حلل الحاكم يلبسها ، ثم يكف عن لبسها ويخلعها على من يريد تكريمه. وكانت هذه الحلة ثمينة فاخرة عظيمة القدر ، لهذا كانت تخلع على عمال الدولة إشعارا بتوليهم مناصبهم. وعن الخلعة انظر : دائرة المعارف الإسلامية ٨ / ٤٠٨ ، ٤٠٩ ، ل. أ. مائر ـ الملابس المملوكية ـ ترجمة صالح الشيتي ـ مراجعة عبد الرحمن فهمي محمد ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ بدون تاريخ ص ١٠١ ـ ١١٤.
(٢) انظر خبر وصولهما في : شفاء الغرام ٢ / ٢١١ ، العقد الثمين ١ / ١٨٢ ، النجم عمر بن فهد ـ إتحاف الورى ٣ / ٦٣٢ ، العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٣٥٠.
(٣) الحطيم : اختلف في موضعه وفي سبب تسميته بذلك على عدة أقوال : الأول ، أن موضعه ما بين الحجر الأسود ومقام إبراهيم وزمزم وحجر إسماعيل ، وبه قال الأزرقي عن ابن جريج.
والثاني ، أن مكان الحطيم هو الموضع الذي فيه الميزاب. وبه قالت كتب الأحناف.
والثالث ، ما ذكره المحب الطبري عن ابن عباس رضياللهعنه أنه قال : الحطيم هو الجدار ، يعني جدار حجر الكعبة.
والرابع ، أن الحطيم هو الشاذروان ، سمي بذلك لأن البيت رفع وترك هو محطوما. انظر : الأزرقي ـ أخبار مكة ٢ / ٢٣ ـ ٢٤ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ١ / ١٩٧.
قال جار الله بن ظهيرة : والحطيم عندنا هو الحجر بكسر الحاء وسكون الجيم ، وهو الموضع الذي نصب فيه ميزاب البيت ، وإنما سمي بالحطيم لأنه حطم من البيت أي كسر كذا في كتبنا. ونستنتج من هذا النص أن موضع الحطيم في ذلك الوقت هو حجر سيدنا إسماعيل. الجامع اللطيف ٤٦.
(٤) انظر : العقد الثمين ١ / ١٨٢ ، شفاء الغرام ٢ / ٢١٢.