دفعة واحدة في مكة ..
وعن سعد بن أبي وقاص ، قال : نزلت هذه الآية في ستة : أنا وعبد الله بن مسعود ، وبلال ، ورجل من هذيل ، واثنين ، قالوا : يا رسول الله ، اطردهم ، فإننا نستحي أن نكون تبعا لهؤلاء ، فوقع في نفس النبي «صلىاللهعليهوآله» ما شاء الله أن يقع ، فأنزل الله : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِ) إلى قوله : (أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ)» (١) ..
علما بأننا لا نصدق دعوى سعد بن أبي وقاص : أنه كان في جملة من نزلت الآية فيهم ، لأن ممارسات ومواقف هؤلاء لا تتلاءم مع مضمون الآية الكريمة ، يضاف إلى ذلك : أن تصريح الرواية بأنه قد وقع طلب المشركين في نفس النبي «صلىاللهعليهوآله» لا شك في أنه مكذوب على رسول الله «صلىاللهعليهوآله».
وهناك روايات عديدة أخرى كلها تصب في هذا الإتجاه (٢) ..
٦ ـ عن ماهان قال : أتى قوم إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» ، فقالوا : إنا
__________________
(١) الدر المنثور ج ٣ ص ١٣ عن الفريابي ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، ومسلم ، والنسائي ، وابن ماجة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان ، وأبي الشيخ ، وابن مردويه ، والحاكم ، وأبي نعيم في الحلية ، والبيهقي في الدلائل ، وتفسير ابن أبي حاتم ج ٤ ص ١٢٩٦ ومعاني القرآن للنحاس ج ٢ ص ٤٢٩ وأسباب نزول الآيات للواحدي النيسابوري ص ١٤٦.
(٢) راجع ما رواه في الدر المنثور ج ٣ ص ١٣ و ١٤ عن مجاهد ، والربيع بن أنس.
ورواها عن ابن عساكر ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ ، وابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن جرير ، فراجع ..