ومن الذي قال : إنه «صلىاللهعليهوآله» يريد أن يأتي بتشريع جديد يضيفه إلى الدين ، فلعله أراد إلزامهم بالعمل ببعض ما بلغهم إياه ، وهو الوفاء ببيعتهم يوم الغدير ، وتوثيق ذلك بالكتاب حتى لا يدّعي مدع : أن ولاية علي لم تكن بوحي من الله ، بل هي اجتهاد من الرسول ، وقد غيّر النبي «صلىاللهعليهوآله» رأيه واجتهاده؟!
ب : آية بلغ .. وآية إكمال الدين :
ومما يضحك الثكلى أيضا الإستدلال بآية : (بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) وآية إكمال الدين ، على صحة فعل عمر .. فقد تقدم حين البحث في قضية الغدير ، أنهم يقولون : إن هناك أحكاما قد بلغها النبي «صلىاللهعليهوآله» بعد نزول هذه الآية ، مثل آية الكلالة ، وآيات الربا ، وأمره بإخراج المشركين من جزيرة العرب .. بالإضافة إلى أمور أخرى ذكروها ..
ج : لو كان وحيا لأصر على تبليغه :
وبالنسبة لقولهم : لو كان الكتاب وحيا من الله لكتبه النبي «صلىاللهعليهوآله» ، ولم يحفل بلغطهم .. نقول :
إن عدم كتابته للكتاب بعد اتهامه بالجنون والهذيان لا يدل على أن الله لم يأمره بكتابته ..
أولا : لأن الله تعالى يقول : (وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) ، وهو أمر مطلق ، ولم يقل : أطيعوه في بعض أوامره ، واعصوه في بعضها الآخر ..
ثانيا : إن كل ما يأمرهم به رسول الله «صلىاللهعليهوآله» هو بيوحى