عليه وآله» بأمر الصلاة ، فإن الشدائد المرضية التي كان يعاني منها كانت توجب عليه أن لا يتحمل هذا الجهد ، فهو قد احتاج إلى رجلين ليساعداه على الوصول إلى موضع الصلاة ، على تلك الحال الصعبة من الضعف ، والجهد البالغ ، حتى لقد كانت رجلاه تخطان بالأرض.
كما لا مجال لحمل ذلك على إرادة تكريم أبي بكر ، فإن تكريمه لا يكون بعزله عن الصلاة ، كما أنه كان يمكن تكليمه بما لا يوجب للنبي «صلىاللهعليهوآله» هذا الجهد ، فلا بد من حمله على أنه «صلىاللهعليهوآله» كان مأمورا بهذا العزل ، ولعله كان مأمورا بذلك النصب أولا أيضا ، لأن الله تعالى أراد أن يعلم الأمة بأن هذا الرجل ليس أهلا لما يطمح له من نيل الخلافة بعد رسول الله «صلىاللهعليهوآله».
ولعلك تقول : إن هذا لو صح لكان عقوبة لأبي بكر قبل ارتكابه أية جناية. وهو غير معقول ، ولا مقبول ، ولا سيما من الرسول الأكرم «صلىاللهعليهوآله» ، الذي لا ينطق عن الهوى!!
ونجيب : بأن القول : إن أبا بكر لم يرتكب ما يوجب هذه العقوبة غير صحيح ، فإن مساعيه لنقض التدبير الإلهي في علي «عليهالسلام» ، كانت واضحة للعيان ، ولم ينس الناس بعد ما فعله هو وقريش في منى وفي عرفات في حجة الوداع.
بل إن نفس تخلفه عن جيش أسامة ، ومعصيته المتواصلة لله ولرسوله في ذلك ، يكفي لمواجهته بحرمانه من نفس ذلك الذي دعاه إلى هذه المخالفة. وهو العزل عن إمامة الصلاة ، وإعلام الناس بعدم أهليته لها ، واستحقاقه للعزل عنها. فمن كان بهذه المثابة ، فهل يرضاه الله للمقام الأعظم ، والأجل والأفخم؟!