ومنع الناس من
زيارته .
السمة الرابعة ـ
تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية
كان نتيجة اضطراب السلطة وضعفها وسوء إدارتها
أن تركزت الثروات بيد قلّة من أبناء الاُسرة الحاكمه والمتنفّذين في السلطة ، فتفشّى
التفاوت الطبقي بين أبناء الأمة تبعاً للولاء والقرب والبعد من البلاط وحاشيته ، فهناك
قلّة متخمة تستأثر برأس المال والثراء الفاحش وتبدّده في حياة البذخ والترف لاشباع
شهواتهم وملاذّهم ، وغالبية مسحوقة تعيش حياة البؤس والفقر والحرمان ، وتنهكها
النزاعات والحروب ، وتئن تحت وطأة الغلاء وفتك الأوبئة ومختلف الامراض والكوارث
الطبيعية التي ازدادت في هذا العصر ، مما ترك آثاراً وخيمة على بنية المجتمع وسلوك
أفراده.
فمن تداعيات الحروب الداخلية وعلى رأسها
ثورة الزنج ( ٢٥٥ ـ ٢٧٠ ه ) التي أثارت الخوف والجوع واستهلكت الأموال والأنفس
والثمرات ، أن ارتفعت الأسعار واشتدت المجاعة في سائر ديار الاسلام ، وقلّت
البضاعة ، وهجر بعض الناس بلدانهم طلباً للقمة العيش.
فذكروا في حوادث سنة ٢٥١ ه أنه بلغ سعر
الخبز في مكة ثلاثة أواقٍ بدرهم. واللحم رطل بأربعة دراهم ، وشربة الماء بثلاثة
دراهم .
وفي حوادث سنة ٢٥١ و ٢٥٢ ه نتيجة الحرب
التي دارت رحاها بين المعتز والمستعين على الكرسي الخلافة شمل أهل بغداد الحصار
والغلاء بالأسعار واجتمع
__________________