إبراهيم العمري ، والحسين بن محمد العقيقي (١) وغيرهم.
ولم تنته هذه المحاولات حتى بعد شهادة الإمام العسكري عليهالسلام مسموماً سنة ٢٦٠ ه ، إذ تحدثت المصادر عن إلقاء حلائله وأصحابه في السجن ، وأنه جرى عليهم كلّ عظيم من اعتقال وتهديد وتصغير واستخفاف وذلّ (٢).
أما موقفه عليهالسلام مما يجري على أصحابه ، فيمكن تلخيصه في ثلاثة إتجاهات :
وقد ذكرنا آنفاً أنه عليهالسلام كان يرفدهم بالدعاء في أحرج الظروف وأحوجها ، ومن ذلك الدعاء الذي رواه عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : كنت عند مولاي أبي محمد الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليه ، إذ وردت إليه رقعة من الحبس من بعض مواليه ، يذكر فيها ثقل الحديد وسوء الحال وتحامل السلطان ، فكتب إليه : « يا عبد الله ، إنّ الله عليهالسلام يمتحن عباده ليختبر صبرهم ، فيثيبهم على ذلك ثواب الصالحين ، فعليك بالصبر ، واكتب إلى الله عزوجل رقعة وانفذها إلى مشهد الحسين بن علي صلوات الله عليه ، وارفعها عنده إلى الله عزوجل ، وادفعها حيث لا يراك أحد ، واكتب في الرقعة »ثم أورد دعاءً طويلاً كان منه قوله عليهالسلام : « اللهم إني قصدت بابك ، ونزلت بفنائك ، واعتصمت بحبلك ، واستغثت بك ، واستجرت بك ، يا غياث المستغيثين أغثني ، يا جارالمستجيرين أجرني ، يا إله العاملين خذ بيدي ، إنّه قد علا الجبابرة في
__________________
(١) راجع : الغيبة للشيخ الطوسي : ٢٢٧ / ١٩٤ ، الفصول المهمة ٢ : ١٠٨٤ ، بحار الأنوار ٥٠ : ٣٠٦ / ٢ و ٣١٢ / ١٠.
(٢) راجع : الإرشاد ٢ : ٣٣٦.