عبدالله بن سليمان الخلال ، قال : « كتبت إليه عليهالسلام أسأله الدعاء أن يفرّج الله عنّا في أسباب من قبل السلطان ... إلى أن قال : فرجع الجواب بالدعاء ... » (١).
روى المؤرخون أنه في سنة ٢٤٤ ه قتل المتوكل يعقوب بن السكيت الإمام في العربية ، فإنّه ندبه إلى تعليم أولاده ، فنظر المتوكل يوماً إلى ولديه المعتز والمؤيد ، فقال لابن السكيت : من أحبّ إليك : هما أو الحسن والحسين ؟ فقال : قنبر خادم علي خير منك ومن ابنيك ، فأمر الأتراك فداسوا بطنه حتى مات رحمهالله وقيل : أمر بسلّ لسانه من قفاه فمات ، وارسل إلى ابنه بديته (٢).
بقي المتوكل يتوجّس خيفة من نشاط الإمام عليهالسلام الذي لم تتضح له كامل أبعاده ، ففرض عليه ملازمة داره ومنعه من الركوب إلى أي مكان (٣) ، ومن ثمّ أمر باعتقاله ، فبقي رهن الاعتقال عند علي بن كركر (٤) ، وقبل مقتل المتوكل بأيام أمره أن يترجّل ويمشي بين يديه يوم الفطر ، وكان يوماً قائظاً شديد الحرّ ، فمشى عليهالسلام مع بني هاشم حتى تفصّد عرقاً ، وكان عليهالسلام لا يستطيع السير إلا متكأً لمرض ألمّ به ، فما كان من الإمام عليهالسلام إلا أن يتوجه إلى الله سبحانه بدعاءٍ طويل
__________________
(١) الكامل في المناقب : ٥٤٨ / ٤٩٠.
(٢) الكامل في التاريخ ٦ : ١٣٣ ، تاريخ الخلفاء : ٢٦٩ ، تاريخ ابن الوردي ١ : ٣١٣.
(٣) راجع : الخرائج والجرائح ١ : ٣٩٦ / ٣ ، بحار الأنوار ٥٠ : ١٤٤ / ٢٨.
(٤) راجع : المناقب لابن شهر آشوب ٤ : ٤٣٩ ، الثاقب في المناقب : ٥٣٦ ، إعلام الورى ٢ : ١٢٣.