الأموال والإسراف في النفقات الخاصه على حساب الأغلبية المحرومة ، وكان من نتائج ذلك أن ابتعد الخليفة عن الرعية وأهمل شؤونهم فكرهه غالبية الناس.
قال ابن كثير في حوادث سنة ٢٤٩ ـ خلافة المستعين ـ : قد ضعف جانب الخلافة ، واشتغلوا بالقيان والملاهي ، فعند ذلك غضبت العوام من ذلك (١).
اما المعتمد الذي مات بالقصر الحسني مع الندماء والمطربين ... وكان يكسر ويعربد على الندماء (٢) ، فقد قال السيوطي وغيره : انهمك باللهو واللذات ، واشتغل عن الرعية فكرهه الناس (٣).
ولعلّ ذلك هو أحد الاسباب في تعاطف عامة الناس سيما أهل بغداد مع بعض الطالبيين الثائرين بوجه الظلم والاستئثار ، ومنهم يحيى بن عمر الشهيد سنة ٢٥٠ ه فضلاً عن حسن سيرته ، قال أبو الفرج : كان هوى أهل بغداد مع يحيى ، ولم يُروَ قطّ أنّهم مالوا إلى طالبي خرج غيره (٤).
وقال ابن الأثير : تولاه العامة من أهل بغداد ، ولا يعلم أنّهم تولوا أحداً من [ أهل ] بيته سواه (٥).
كما أنكر أهل بغداد على المتوكل وكتبوا شتمه على الحيطان والمساجد وهجاه الشعراء ، وحينما أمر بهدم قبر الإمام الحسين عليهالسلام وهدم ما حوله من الدور
__________________
(١) البداية والنهاية ١١ : ٣.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٢ : ٥٥٢.
(٣) تاريخ الخلفاء / السيوطي : ٢٨٢ ، سير أعلام النبلاء ١٢ : ٥٤٠.
(٤) مقاتل الطالبيين / أبو الفرج الاصفهاني : ٤٢١ ـ المكتبة الحيدرية ـ النجف.
(٥) الكامل في التاريخ ٦ : ١٥٧.