لا ننافسكم في الدنيا ، نحن مشتغلون بأمرالآخرة ، ولا عليك ممّا تظنّ » (١).
السبب الثاني : الدور الذي مارسه بعض الحاقدين من عمال بني العباس في الوشاية بالإمام إلى المتوكل ، ومنهم عبد الله بن محمد بن داود الهاشمي ، المعروف بابن اترجة أو بريحة (٢) ، وكان يتولى ادارة الحرب والصلاة في الحرمين.
قال المسعودي : كتب بريحة ... إلى المتوكل : إن كان لك في الحرمين حاجة فاخرج علي بن محمد منها ، فإنّه قد دعا الناس إلى نفسه واتبعه خلق كثير ؛ وتابع كتبه إلى المتوكل بهذا المعنى (٣).
وقال الشيخ المفيد : سعى بأبي الحسن عليهالسلام إلى المتوكل ، وكان يقصده بالاذى(٤).
وقال اليعقوبي : كتب إلى المتوكل يذكر أن قوماً يقولون إنه الإمام (٥).
ومهما يكن فان أفعال الوشاة توقظ شكوك المتوكل وأحقاده وتثير توجّسه الكامن في نفسه تجاه الإمام عليهالسلام.
ذكر الشيخ المفيد أنه لما بلغ أبا الحسن عليهالسلام سعاية عبد الله بن محمد به ، كتب إلى المتوكل يذكر تحامل عبد الله بن محمد عليه ويكذبه في ما وشى به إليه ، فتقدم
__________________
(١) الخرائج والجرائح ١ : ٤١٤ / ١٩ ، الثاقب في المناقب : ٥٥٧ ، كشف الغمة ٣ : ١٨٥ ، بحار الأنوار ٥٠ : ١٥٥ / ٤٤.
(٢) أو بريهة ، راجع : الكامل في التاريخ ٦ : ٢٤٥.
(٣) إثبات الوصية : ٢٣٣.
(٤) الإرشاد ٢ : ٣٠٩.
(٥) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٨٤.