ويبدوا أن المتوكل قد صاغ كتابه بصيغة الرجاء ، وكأنه ترك للإمام عليهالسلام الخيار في الشخوص أو البقاء ، غير أنه الاكراه بعينه ، إذ أنه بعث الكتاب مع الجند وقادتهم الذي أرسلهم لأداء مهمة إشخاص الإمام ، ثمّ ( إن الإمام إن لم يذهب حيث أمره يكون قد أثبت تلك التهمة على نفسه ، وأعلن العصيان على الخلافة ، وكلاهما مما لا تقتضية سياسة الإمام ) عليهالسلام (١).
ولعل أوضح دليل على إلزام الإمام عليهالسلام بهذا الأمر هو تصريحه عليهالسلام بذلك في حديث رواه المنصوري عن عم أبيه أبي موسى ، ثم قال : « قال لي يوماً الإمام علي بن محمد عليهماالسلام : يا أبا موسى ، اُخرجت إلى سرّ من رأى كرهاً ... » (٢).
رافق الإمام العسكري أباه الإمام الهادي عليهماالسلام في رحلته من المدينة إلى سامراء مع أهل بيته وبعض مواليه ، وقد اختلف في عمره عليهالسلام حينذاك نظراً للاختلاف في تاريخ رحلة الإمام عليهالسلام.
__________________
والنهاية ١٠ : ٣١٦ ، فان كان ذلك حقاً ، فلا أدري كيف يوافق الإمام أحمد على تولية أمثال : محمد بن الفرج الرخجي ، والد يزج الذي هدم قبر الحسين عليهالسلام ، وأبي السمط مروان بن أبي الجنوب الذي ولاه على اليمامة والبحرين ، وابن اُترجة الذي ولاه الحرب والصلاة في الحرمين وغيرهم من النواصب ؟! فإنّ أراد المبالغة في مدح المتوكل الناصبي فقد عرّض بالإمام أحمد وأساء إليه ، وإن كان قوله حقاً فعلى أمثال الإمام أحمد العفا.
(١) تاريخ الغيبة الصغرى للسيد محمد الصدر : ١٠٧ ـ دار التعارف ـ بيروت ـ ١٤١٢ ه.
(٢) المناقب لابن شهر آشوب ٤ : ٤٤٩ ، بحار الأنوار ٥٠ : ١٢٩ / ٨.