فالغرّ فالكروان فالفارور إذ |
|
يشجيك في طيرانه المتحلق |
أشهدت حرب الطير في غيطانه |
|
لما تجوّق منه كلّ مجوّق |
والزمج والغضبان في رهط له |
|
ينحطّ بين مرعّد ومبرّق |
ورأيت للبازيّ سطوة موسر ، |
|
ولغيره ذلّ الفقير المملق |
كم قد صبوت بغرّني في شرّتي ، |
|
وقطعت أيامي برمي البندق |
وخلعت في طلب المجون حبائلي |
|
حتى نسبت إلى فعال الأخرق |
ومهاجر ومنافر ومكابر |
|
قلق الفواد به وإن لم يقلق |
لو عاين التّفاح حمرة خده |
|
لصبا إلى ديباج ذاك الرّونق |
يا حامل السيف الغداة وطرفه |
|
أمضى من السيف الحسام المطلق |
لا تقطعنّ يد الجفاء حبائلي |
|
قطع الغلام العود بالإستبرق |
ديرُ الوليدِ : بالشام لا أدري أين هو ، إلا أن مفسري قول جرير قالوا : إياه أراد بقوله :
لما تذكرت بالديرين أرّقني |
|
صوت الدجاج وضرب بالنواقيس |
ديرُ وَنَا : قال العمراني : هو موضع بمصر.
دَيرُ هُرْمِسَ : بكسر ويضم : بمنف من أرض مصر وعنده هرم قيل إن فيه مدفونا رجلا كان يعدّ بألف فارس على ما ذكروه ، وهو غربي الأهرام المشهورة ، وذكرته في الأهرام.
دَيرُ هِزْقِلَ : بكسر أوله ، وزاي معجمة ساكنة ، وقاف مكسورة ، وأصله حزقيل ثم نقل إلى هزقل ، وفي هذا الموضع كان قصة الذين قال الله عز وجل فيهم : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ) ، لحزقيل في هذا الموضع ، وقد ذكرت المواضع بتمامها في داوردان وفي البطائح فأغنت عن الإعادة : وهو دير مشهور بين البصرة وعسكر مكرم ، ويقال إنه المراد بقوله تعالى : (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها) ، ذكره بعض المفسرين قال : وعندها أحيا الله حمار عزير ، عليه السلام ، حدث أبو بكر الصولي عن الحسين بن يحيى الكاتب قال : غضب أبو عباد ثابت ابن يحيى كاتب المأمون يوما على بعض كتّابه فرماه بدواة كانت بين يديه ، فلما رأى الدم يسيل ندم وقال : صدق الله عز وجل والذين إذا ما غضبوا هم يتجاوزون ، فبلغ ذلك المأمون فانتبه وعتب عليه وقال : ويحك أنت أحد أعضاد المملكة وكتّاب الخليفة ما تحسن تقرأ آية من كتاب الله؟ فقال : بلى يا أمير المؤمنين إني لأقرأ من سورة واحدة ألف آية وأكثر ، فضحك المأمون وقال : من أي سورة؟قال : من أيها شئت ، فازداد ضحكه وقال : قد شئتت من سورة الكوثر ، وأمر بإخراجه من ديوان الكتابة ، فبلغ ذلك دعبلا الشاعر فقال :
أولى الأمور بضيعة وفساد |
|
أمر يدبره أبو عبّاد |
خرق على جلسائه فكأنّهم |
|
خضروا لملحمة ويوم جلاد |
فكأنه من دير هزقل مفلت |
|
حرد بجرّ سلاسل الأقياد |