أحسن منه ولا أحكم عمارة ، والنصارى يعظمونه ويزعمون أن المسيح ، عليه السلام ، لما ورد مصر كان نزوله به ومستقرّه فيه.
دير محمد : من نواحي دمشق ، قال الحافظ أبو القاسم : محمد بن الوليد بن عبد الله بن مروان بن الحكم بن أبي العاصي بن أميّة الأموي أمّه أمّ البنين بنت عبد العزيز بن مروان كان عمر بن عبد العزيز ، رضي الله عنه ، يراه أهلا للخلافة ، وإليه تنسب المحمديات التي فوق الأرزة ودير محمد الذي عند المنيحة من إقليم بيت الآبار ، وتزوّج محمد هذا ابنة عمه يزيد بن عبد الملك.
دير المُحَلّى : بساحل جيحان من الثغر قرب المصّيصة حسن مشرف على رياض وأزهار وأثمار ، وقد قيل فيه أشعار ، قال ابن أبي زرعة الدمشقي الشاعر :
دير محلّى محلّة الطرب ، |
|
وصحنه صحن روضة الأدب |
والماء والخمر فيه قد سكبا |
|
للضيف من فضة ومن ذهب |
دير مخراق : من أعمال خوزستان.
دير مِدْيانَ : على نهر كرخايا قرب بغداد ، وكرخايا : نهر يشق من المحوّل الكبير ويمرّ على العباسية ويشق الكرخ ويصب في دجلة ، وكان قديما عامرا وكان الماء فيه جاريا ثم انقطعت جريته بالبثوق التي انفتحت في الفرات ، وقد ذكر في بابه ، وهو دير حسن نزه يقصده أهل اللهو ، وفيه يقول الحسين الخليع :
حثّ المدام فإن الكأس مترعة |
|
بما يهيج دواعي الشوق أحيانا |
إني طربت لرهبان مجاوبة ، |
|
بالقدس بعد هدوّ الليل ، رهبانا |
فاستنفرت شجنا مني ذكرت به |
|
كرخ العراق وأحزانا وأشجانا |
فقلت ، والدمع من عينيّ منحدر ، |
|
والشوق يقدح في الأحشاء نيرانا : |
يا دير مديان لا عرّيت من سكن |
|
ما هجت من سقم يا دير مديانا |
هل عند قسك من علم فيخبرني |
|
أن كيف يسعد وجه الصبر من بانا |
سقيا ورعيا لكرخايا وساكنه |
|
بين الجنينة والروحاء من كانا |
وروى غير الشابشتي هذا الشعر في دير مرّان وأنشده كذا ، والصواب ما كتب لتقارب هذه الأمكنة المذكورة بعضها من بعض ، والله أعلم.
دير مُرَّان : بضم أوله ، بلفظ تثنية المرّ ، والذي بالحجاز مرّان ، بالفتح ، قال الخالدي : هذا الدير بالقرب من دمشق على تل مشرف على مزارع الزّعفران ورياض حسنة ، وبناؤه بالجصّ وأكثر فرشه بالبلاط الملوّن ، وهو دير كبير وفيه رهبان كثيرة ، وفي هيكله صورة عجيبة دقيقة المعاني ، والأشجار محيطة به ، وفيه قال أبو بكر الصّنوبري :
أمرّ بدير مرّان فأحيا ، |
|
وأجعل بيت لهوي بيت لهيا |
ويبرد غلّتي بردى فسقيا |
|
لأيام على بردى ورعيا |
ولي في باب جيرون ظباء |
|
أعاطيها الهوى ظبيا فظبيا |
ونعم الدار داريّا ، ففيها |
|
حلالي العيش حتى صار أريا |