والنصارى يعظمونه ، واجتاز به أبو نواس وفيه غلام نصرانيّ فقال فيه قصيدة ، منها :
بحجّك قاصدا ما سرجسانا |
|
فدير النوبهان فدير فيق |
وبالمطران إذ يتلو زبورا |
|
يعظّمه ويبكي بالشهيق |
دَير قانون : من نواحي دمشق ، قال ابن منير يذكر متنزهات الغوطة :
فالماطرون فداريا فجارتها |
|
فآبل فمغاني دير قانون |
دير القائم الأقصى : على شاطئ الفرات من الجانب الغربي في طريق الرّقة من بغداد ، قال أبو الفرج : وقد رأيته وإنما قيل له القائم لأنّ عنده مرقبا عاليا كان بين الروم والفرس يرقب عليه على طرف الحدّ بين المملكتين شبه تل عقرقوف ببغداد وإصبع خفّان بظهر الكوفة ، وعنده دير هو الآن خراب ، وفيه يقول عبد الله بن مالك المغنّي ، وقال الخالدي : هو لإسحاق الموصلي :
بدير القائم الأقصى |
|
غزال شادن أحوى |
برى حبي له جسمي ، |
|
ولا يدري بما ألقى |
وأكتم حبه جهدي ، |
|
ولا والله ما يخفى |
دير القِبابِ : من نواحي بغداد ، قال ابن حجاج :
يا خليليّ صرّفا لي شرابي |
|
بين درتا والدير دير القباب |
أسفر الصبح فاسقياني وقد كا |
|
ن من الليل وجهه في نقاب |
وانظرا اليوم كيف قد ضحك الزه |
|
ر إلى الروض من بكاء السحاب |
إن صحوي ، وماء دجلة يجري |
|
تحت غيم يصوب ، غير صواب |
أتركاني ممن يعيّر بالشي |
|
ب وينعى إليّ عهد الشباب |
فبياض البازيّ أحسن لونا ، |
|
إن تأملت ، من سواد الغراب |
ولعمر الشباب ما كان عنّي |
|
أول الراحلين من أحبابي |
دير قُرَّة : دير بإزاء دير الجماجم ، وفيه نزل الحجّاج لما نزل ابن الأشعث بدير الجماجم ، وقرّة الذي نسب إليه رجل من لخم بناه على طرف من البر في أيام المنذر بن ماء السماء وهو ملاصق لطرف البرّ ودير الجماجم مما يلي الكوفة ، وقال ابن الكلبي : هو منسوب إلى قرّة ، وهو رجل من بني حذافة بن زهر بن إياد ، وكان ابن الأشعث احتاز دير الجماجم لتأتيه الميرة من الكوفة ، ولما نزل الحجاج بدير قرّة قال : ما اسم هذا الموضع الذي نزل فيه ابن الأشعث؟ قيل له : دير الجماجم ، فقال : تكثر فيه جماجمهم ، وما هذا الذي نزلناه؟ قيل : دير قرّة ، قال : يستقرّ فيه أمرنا وتقرّ فيه أعيننا ، فكان الأمر كما قال.
دير القُصَير : في ديار مصر في طريق الصعيد بقرب موضع هناك يقال له حلوان ، وهو على رأس جبل مشرف على النيل في غاية النزاهة والحسن ، وفيه صورة مريم وفي حجرها المسيح في غاية إتقان الصنعة ، وكان خمارويه بن أحمد بن طولون يكثر غشيانه وتعجبه تلك الصورة ويشرب عليها ، وبنى لنفسه في أعلاه قبة ذات أربع طاقات هي مشهورة به ، وأهل مصر ينتابونه ويتنزهون فيه لقربه من الفسطاط ، وقد ذكره الخالدي في أديرة العراق فغلط لكون كشاجم