وإن مرّ ركب مصعدين ، فقلبه |
|
مع الرائحين المصعدين جنيب |
سل الريح ، إن هبّت شمالا ضعيفة : |
|
متى عهدها بالدير دير حبيب (١) |
متى عهدها بالنّوفليّات ، حبّذا |
|
شواكل ذاك العيش حين يطيب! |
دَيرُ حَرَجَةَ : بالتحريك ، والحرجة في الأصل : الموضع الكثير الشجر الذي لا تصل إليه الراعية ، ومنه حرج الصدر أي ضيقه : وهو دير بالصعيد في شرقي قوص بني على اسم مار جرجس ، والحرجة : كورة هناك ذكرت في موضعها ، وعنده قرية تسمى العباسية ربما أضيف هذا الدير إليها.
دَيرُ الحرِيقِ : سمي بذلك لأنه أحرق في موضعه قوم ثم دفن فيه قوم من أهل من احرق هناك وعمل ذرى ، وهو بالحيرة قديم ، ووجدته بخط ابن حمدون بالخاء المعجمة في الشعر والترجمة ، فيه يقول الثرواني :
دير الحريق ، فبيعة المزعوق ، |
|
بين الغدير ، فقبّة السنّيق |
أشهى إليّ من الصّراة ودورها ، |
|
عند الصباح ، ومن رحى البطريق |
فاغدوا نباكر من ذخائر عتبة ال |
|
خمّار من صافي الدّنان رحيق |
يا صاح واجتنب الملام ، أما ترى |
|
سمجا ملامك لي ، وأنت صديقي؟ |
دَيرُ حِزقِيَالَ : قال أبو الفرج : حدثني جعفر بن قدامة قال : حدثني شريح الخزاعي قال : اجتزت بدير حزقيال فبينما أنا أدور به إذا بسطرين مكتوبين على أسطوانة منه فقرأته ، فإذا هو :
ربّ ليل أمدّ من نفس العا |
|
شق طولا قطعته بانتحاب |
ونعيم كوصل من كنت أهوى |
|
قد تبدلته ببؤس العتاب |
نسبوني إلى الجنون ليخفوا |
|
ما بقلبي من صبوة واكتئاب |
ليت بي ما ادّعوه من فقد عقلي ، |
|
فهو خير من طول هذا العذاب |
وتحته مكتوب : هويت فمنعت ، وشردت وطردت ، وفرّق بيني وبين الوطن ، وحجبت عن الإلف والسكن ، وحبست في هذا الدير ظلما وعدوانا ، وصفّدت في الحديد زمانا.
وإني ، على ما نابني وأصابني ، |
|
لذو مرّة باق على الحدثان |
فإن تعقب الأيام أظفر بحاجتي ، |
|
وإن أبق مرميّا بي الرّجوان |
فكم ميّت همّا بغيظ وحسرة ، |
|
صبور بما يأتي به الملوان |
هو الحبّ أفنى كلّ خلق بجوره |
|
قديما ، ويفتي بعدي الثقلان |
قال : فدعوت برقعة وكتبت ذلك أجمع وسألت عن صاحب القضية فقالوا : رجل هوى ابنة عمه فحبسه عمه في هذا الدير وعزم على حمله إلى السلطان خوفا من أن تفتضح ابنته ، فمات عمه فورثه هو وابنته ، فجاء أهله وأخرجوا الفتى من الدير وزوّجوه ابنة عمه.
دَير حَشْيان : بالحاء المهملة ، والشين المعجمة الساكنة ، وياء مثناة من تحت ، وآخره نون : بنواحي حلب من العواصم ، ذكره حمدان بن عبد الرحيم فقال :
__________________
(١) ـ في هذا البيت إقواء.