حقيقة المشاعر والتطلعات التي كانت تشغل أبناء الشام في تلك الحقبة الخطيرة.
صدرت الرحلة الأولى في دمشق عام ١٩٦٧ م أي بعد كتابتها بنحو ٤٧ سنة ، وقد ذكر الشيخ البيطار أنه تركها كما هي لم يغير في صياغتها شيئا «لتبقى لها صورتها الأولى ولتحمل جوها الأصيل» ، في حين صدرت الرحلة الثانية في القاهرة عام ١٩٣٠ م في المطبعة السلفية بعد أن نشرت على حلقات في جريدة «الصراط المستقيم» ، كما أشار إلى ذلك الشيخ العوري في معرض حديثه.
ورغم التفاوت بين الرحلتين من حيث الأسلوب وسعة الأفق ، إلا أن ما يجمعها أنهما يخصان عالمين من بلاد الشام ، كانت لديهما رؤية متقاربة لواقع ومستقبل العرب والمسلمين في ذلك الوقت ، على الرغم من أن عقدا من الزمن يفصل بين الرحلتين. وهو عقد شهد تحقق المشاريع الاستعمارية الغربية في بلاد الشام على أرض الواقع ، وتقسيم هذا الإقليم العربي إلى سبع دول مختلفة ، قبل أن تتحد أربع منها في الدولة السورية.
ولم نتدخل في صياغات الرحلتين ، وما فعلناه فقط هو تخريج الآيات القرآنية الواردة في النصين ، كما عرّفنا ببعض الأسماء الواردة قدر المستطاع.
|
تيسير خلف دمشق ١٠ شباط ٢٠٠٩ م. |