قوله تعالى : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ)(١) فلما انتهيت من تفسيرها سكت الفاضل المومأ إليه وقد أدرك أنني عرضت به ، ومع هذا كنا في ذلك الوقت غير محرمين فانتهى البحث بيننا بسلام.
الفصل الحادي عشر
في بيان أحوال العراق
وبيان مطايا الأجانب أصحاب النفاق والشقاق
ثم ذهبنا معا وجلسنا نتحدث عن أحوال العراق ونشكو ما أصاب الأمة من الشقاق الحاصل الآن بين زعمائها فقد انقسمت على نفسها شيعا وأحزابا حتى أصبح كل واحد يدعي الزعامة منهم مطية للأجنبي فخالفوا بذلك الكتاب العزيز والسنة السنية وإجماع الأمة والقياس الصحيح التي هي أصول هذا الدين وقد حضرني إذ ذاك قول ابن عروة :
ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة |
|
يواسيك أو يسليك أو يتوجع |
ثم أني سألته عن أعمال صاحب الجلالة السيد فيصل نجل صاحب الجلالة الحسين بن علي بن عون الرفيق ملك العراق فأثنى خيرا ، فسررت كثيرا من ذلك لا سيما وأنه من السلالة الطاهرة ، وقد استبشرت بنجاح هذه الأمة التي أصبحت تسام
__________________
(٤٤) سورة البقرة ، الآية ١٩٧.