الفصل الحادي والعشرون
في بيان الشرف بدعوة ماجد مكة المكرمة
وبعد صلاة عصر هذا اليوم في المسجد الحرام تشرفنا بزيارة ناظر الأوقاف والحرم الشريف وصاحب مطبعة الترقي ماجد مكة المكرمة المشار إليه ، بدعوة منه إلى ساحته الفيحاء ومنزله الرحيب مجمع الفضلاء ، فرأينا من كرم الضيافة والأخلاق الفاضلة والصفات الجميلة والتفاني في حب صاحب الجلالة الملك العادل السعودي ما أدهشنا ، ولا غرابة في إخلاصه لذلك المقام الذي في عزه عز الإسلام وللأستاذ المشار إليه المكتبة الكبيرة الشهيرة الخصوصية لحضرته منذ نشأته حفظه الله تعالى وحفظ كتاب الله المجيد وحرسهم بعين عنايته وأيدهم بروح منه بمنه وكرمه. وقد سررنا كثيرا من هؤلاء الأشبال فهم نجوم الفضيلة حول والدهم ذلك البدر المشرق في أفق مكة زادها الله شرفا ورفعة ومهابة وإجلالا وتعظيما وقدرا ، وقد ألقى لدينا أحدهم الفاضل الأديب محمد صادق الكردي أحد أساتذة المعارف الأميرية خطبته التي ألقاها أمام صاحب الجلالة الملك المعظم يوم وصول ركابه العالي من نجد إلى مكة المكرمة في العام الماضي ، حين ما كان والده الجليل وكيلا لإدارة المعارف العمومية بحضور الجمهور المحتشد الذي تشرف بمقابلة جلالته وقتئذ ، وهذا برهان على أن أفاضل الحجازيين المخلصين