ولما تجاذبنا أطراف ملح الحديث وجدناه متخلقا بالأخلاق الرضية ومتحليا بالآداب النفسية ومتفانيا في خدمة مولاه الملك الجليل ، والمشار إليه حلو الفكاهة والنباهة فبارك الله في جلالة مولانا الملك العادل على حسن اختياره لأمثاله الأمناء. وهذا من توفيق الله لعبده محبوب القلوب الإمام المشار إليه.
الفصل التاسع عشر
في بيان أنه لا بد لكل حاكم من بطانتين
بطانة خير وبطانة سوء
وقد شاهدت أن بطانته بطانة خير وأنها لا تزال مجتهدة في نشر محاسن مولانا صاحب الجلالة المشار إليه وقد خطر ببالي أن الله سبحانه وتعالى إذا أراد إسعاد ملك من الملوك أو أمير من الأمراء أو وال من ولاة الأمور قيض له بطانة صالحة تساعده على عمل الخير وتحضّه عليه بخلاف ما إذا أراد به سوءا والعياذ بالله.
وليكن معلوما للعموم أن الوالي مثلا لا بد وأن يكون لديه بطانة خير وبطانة سوء ، فإذا غلبت بطانة الخير بطانة السوء سعد وفاز فوزا عظيما ، وإذا غلبت بطانة السوء بطانة الخير شقي وخذل خذلانا مبينا. فليهنأ مولانا إمام الإسلام بغلبة بطانة الخير على بطانة السوء ، وبفوزه فوزا عظيما لتمسكه بالشريعة الغرّاء وعمله بحديث : «أنزلوا الناس منازلهم» وأن