١٩٢٩ م مكرسا جانبا مهما من حديثه عن مزايا وخصال الملك عبد العزيز ، الذي كان يمثل بالنسبة أشبه بمخلّص للعرب من واقعهم المظلم ، مشددا في كل حديث له على ضرورة توحيد كلمة العرب ، وإيجاد مرجعية عليا لهم ، تشبه الاتحاد ، خصوصا أنه من أبناء فلسطين الذين كانوا يرون الصهاينة يقضمون الأرض شيئا فشيئا تحت نظر الانتداب البريطاني ، الذي كان يوفر الحماية لهم.
وتعلق أهل الشام بزعامات الجزيرة العربية في ذلك الزمن لم يكن محصورا بأشخاص معينين ، بل كان يشكل مصدر إجماع بين جميع أطياف العمل السياسي ، ولكن الخلاف كان على الأسماء ، فهناك أحزاب كانت تؤيد أشراف مكة ، وأحزاب أخرى كانت تؤيد السعوديين ، ففي سورية كان الخلاف بين الزعماء الوطنيين في العشرينيات والثلاثينيات أيام الانتداب الفرنسي ، على اسم زعيم سوريا المستقبلي ؛ هل هو أحد أشراف مكة أم أحد أبناء الملك عبد العزيز آل سعود ، إذ كان الزعيم شكري القوتلي من أبرز المنادين بتسلم الملك فيصل بن عبد العزيز الحكم في سوريا بعد أن تصبح مملكة دستورية ، في حين كان الحزب المنافس له يدعو للها شميين؟.
ولذلك فالرحلتان اللتان يضمهما هذا الكتاب ، يضافان إلى جملة الوثائق التاريخية التي تخص تلك المرحلة الحساسة والمفصلية من تاريخ العرب الحديث ، ويصوران بشكل أو بآخر