ثم قال له كلوا من هذا البيت بالمعروف فلا يجوز لأحد يؤمن بالله ورسوله صلىاللهعليهوسلم أن يعارضهم في السدانة ، وهذه بشارة من خير الأنام لهذه العائلة الكريمة بدوام السدانة لهم إلى انقراض الدنيا وها نحن في القرن الرابع عشر ، وهذه الأسرة الكريمة بيدها المفتاح ولا ريب في أن هذا الخبر القاضي بقاء السدانة في آل شيبة إلى يوم القيامة من الأخبار بالمغيبات ، وهو معجزة من معجزاته صلىاللهعليهوسلم الكثيرة العدد.
هذا وفي يوم الجمعة الموافق الرابع والعشرين من الشهر المذكور بعد أن صلينا صلاة الجمعة ذهبنا مع محبوب الأفاضل ما جد مكة المكرمة مولانا الشيخ ما جد الكردي ناظر الأوقاف والحرم الشريف إلى زيارة الفاضل الأستاذ الشيخ محمد بهجة البيطار ، سبط خاتم المحققين الأخيار مولانا المرحوم الشيخ عبد الرزاق البيطار من أعظم فضلاء دمشق الشام الذي تشرفت بزيارته في محلة الميدان ، إحدى محلاتها ، وقد كانت تلك الزيارة لفضيلته سنة ثماني عشرة وثلاثمائة وألف [هجرية ، الموافق ١٩٠٠ م] ولما تشرفت بمقابلة سبطه المشار إليه وجدت وجهه يطفح نورا ، فقلت في نفسي لا شك في أن الولد سر أبيه ولا يخفى أن محبة الآباء متصلة بالأبناء فلا عجب إذا شغفت حبا به إذ لا خير فيمن لا يحب ولا يحب. ولا ريب في أن المحبة الإلهية هي السبب في وجود هذا العالم البديع كما ورد في الحديث القدسي «كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق فبي عرفوني» وإن قال بعض المحدثين إنه موضوع إلا أنه يستأنس به في هذا المقام.