ومبدأ هذا الجبل هنا وراء قبة عن شرقها وبعده منها خمس عشر درجة يقال لهذا الجبل فى أوله المجرد ثم يمتد حتى ينتهى في القسم الغربي إلي طول خمس وستون درجة من أول المغرب ، وهناك يتشعب من الجبل المذكور جبل القمر ، وينصب منه النيل وبه أحجار براقة كالفضة [ق ٥٤ أ] تتلألأ تسمى ضحكة الباهت ، كل من نظرها ضحك والتصق بها حتى يموت ، ويسمى حجر مغناطيس الناس ، ويتشعب منه شعب يسمى أسيفى ، أهله كالوحوش ثم ينفرج منه فرجة ويمر منه شعب إلي نهاية المغرب في البحر المحيط يسمى جبل وحشية به سباع لها قرون طوال الأنفاق وينعطف دون ذلك تلك الفرجة من جبل قاف شعب منها شعبتان إلى خط الاستواء يلتقيان مجرى النيل من المشرق والمغرب ، فالشرقى يعرف بجبل فاقول ، وينقطع عند خط الاستواء والغربي يعرف بادمرية يجرى عليه نيل السودان المسمى ببحر الدمادم وينقطع بتلقاء مجالات الحبشة ما بين مدينتى سمغرة وحيمى وراء هذه الشعبة ، ويمتد شعبة منه هي الأم من الموضع المعروف فيه الجبل بأسيفى المذكور إلى خط الاستواء حيث الطول هناك عشرون درجة ويعرف هناك كرسقانة وبه وحوش ضاربة.
ثم ينتهى إلى البحر المحيط وينقطع دونه بفرجه وذلك وراء التكرور عند مدينة قلمتبورا ووراء هذا [الجبل] سودان ناس يقال لهم تمتم يأكلون الناس [ق ٥٤ ب] يتصل الأم من ساحل البحر الشامى في شماله شرقي رومية كبرى مسامتا للشعبة المسماة أدمدمة المنقطعة بين سمغرة وجيمي لا يكاد يخطها حيث الطول خمس وثلاثون درجة عند أخذها ما بين سردانية وبلنسية وتتناهي وصلة هذه الأم إلي البحر المحيط علي نهاية الشمال قبالة جزيرة بركانية ، وتبقي منه بقية داخل الجبل ثم تمتد هذه الأم بعد انقطاع لطيف وينعطف مع انعطاف خرجه البحر المحيط في الغرب بشماله على الصقلب المسماة ببحر الأنفلشين ممتدا إلى غاية المشرق ويسمى هناك جبل فاقونا ويبقي وراءه البحور ويبقي وراه البحور الجامدة لشدة البرد ، ثم ينعطف من الشمال المشرق جنوبا بتغريب إلى كتف السد الشمالي ، فيتلاقي هناك الطوفان وبينهما في الفرجة المنفرجة سوى ذوي القرنين بين الصدفين.
وفي جزيرة القمر ثلاثة أنهار أحدهما في شرقيها أخذ من قنطورا ومعلا ، ويأتيها من غربيها ، وينصب من جبل فيه قدم آدم عليه السلام. وفي مدينة سبأ ويأخذ مارا علي مدينة [ق ٥٥ أ] فردا تجري هناك بحيرة وفى جنوبها مدينة كيما ما حيث محل السودان الذين يأكلون الناس ويأتيها في غربيها أيضا ، ويخرج من الجيل المسم محذوفة الذيل يطوف بمدينة