ذكر تحويل السنة الخراجية القبطية
إلى السنة الهلالية العربية وكيف
عمل ذلك فى الملة الإسلامية
وما السبب فيه
قال أبو الحسين بن أحمد بن أبى طاهر فى كتاب أخبار أمير المؤمنين المعتضد بالله أبى العباس أحمد بن أبى طلحة بن المتوكل ، قال أمر المعتضد بالله فى ذى الحجة سنة إحدى وثمانين ومائتين بتأخير النوروز لإحدى عشرة ليلة خلت من حزيران رأفة بالرعية وخرج التوقيع فى المحرم سنة أثنين وثمانين ومائتين بإنشاء الكتب إلى جميع العمال فى النواحى والأمصار بترك إفتتاح الخراج في النوروز الفارسى وأن يجعل فى الحادى عشر من حزيران ويسمى هذا النوروز المعتضدى ، وكان السبب فى نقل الخراج إلى حزيران في أيام المعتضد بالله مما حدث به أبو أحمد بن يحيى المنجم [ق ٢٣٥ أ] النديم.
قال كنت أحدث أمير المؤمنين المعتضد بالله فذكرت خبر المتوكل في تأخير النوروز فاستحسنه ، وقال : كيف كان ذلك قلت حدثنى أي قال دخل المتوكل قبل تأخير خبر النوروز فى بعض بساتينه فمر بزرع فرآه أخضر ، فقال : يا على إن الزرع أخضر بعد ما أدرك ، وقد استأمرنى عبيد الله بن يحيى فى استفتاح الخراج فكيف كانت الفرس تستفتح الخراج فى النوروز والزرع لم يدرك بعد ، قال فقلت له ليس يجرى الأمر اليوم على ما كان يجرى عليه فى أيام الفرس ولا النوروز فى هذه الأيام فى وقته الذى كان فى أيامى قال وكيف ذلك فقلت لأنها كانت تلبس فى كل مائة وعشرين سنة شهرا واحدا وكان النوروز إذا تقدم شهرا فيصير فى الخامس من حزيران ، وقد كبست ذلك الشهر فصار فى خامس أيار واسقطت شهرا ورددته إلى خامس حزيران فكان لا يتجاوز هذا ، فلما تقلد خالد بن عبد الله القسرى على العراق وحضر الوقت الذى [ق ٢٣٥ ب] يكبس فيه الفرس فمنعها من ذلك ، وقال : هذا من النسبى الذي نهي الله عنه حيث قال إنما النسبي زيادة في الكفر وأنا لا أطلقه حتي استاء مر فيه أمير المؤمنين فبدلوا علي ذلك ما لا جزيلا ، فامتنع قبول ذلك ، وكتب إلى هشام بن عبد الملك بعرفه بذلك