وقال ابن عبد ربه فى المنار :
لله ذر منار اسكندرية كم |
|
يسمحوا إليه على بعد من الحدق |
من شامخ الأنف في أوصافه سمم |
|
كأنه باهث فى داره الأفق |
للمنشاب الجوارى عند رؤيته |
|
كموقع النوم فى أجفان ذى أرق |
ذكر الملعب الذى بالإسكندرية
وغيره من العجائب
[ق ١٥٤ أ]
قال القضاعى : ومن عجائب مصر الإسكندرية وما بها من العجائب فمن عجايبها المنارة وعامود السوارى والملعب الذى كانوا يجتمعون فيه فى يوم من السنة ويرمون بالكرة فلا يقع فى حجر أحد من الحاضرين إلا ملك مصر ، وحضر فى بعض أعيادهم وهو ذلك اليوم المشهور عندهم عمرو بن العاص فوقعت الكرة فى حجره فملك بعد ذلك مصر فى الإسلام وكان يحضر هذا الملعب ألف ألف من الناس فلا يكون فيهم أحد إلا وهو ينظر فى وجه صاحبه عند وقع الإكرة وكانوا يتلقونها بأكمامهم فرما بها رجل منهم فاقبلت تهوى تهوى حتى وقعت في كم عمرو ، فعجبوا من ذلك وقالوا ما كذبنا هذه الإكرة قط إلا فى هذه المرة أترى هذا الأعرابى بملكنا هذا ما يكون أبدا.
ذكر عمود السوارى
هذا العمود حجر أحمر منقط وهو من الصوان المانع وكان خوله نحو أربعمائة عمود ، ويقال أن ارتفاع هذا العمود سبعون ذراعا وقطره خمسة أذرع وطول القاعدة والسفلى أثنا عشر ذراعا وطول القاعدة العليا سبعة أذرع [ق ١٥٤ ب] ونصف فجملة ذلك تسعة وثمانون ذراعا.