السلف من التمسك بالكتاب والسنة وترك الدعاوى ، وله كرامات خارقة وكان يبذل جهده فى كتم لحاله والله تعالى يظهر خبره وبركته من غير قصد منه لذلك ، وكان لا يعرف صومه من فطره فلا يرى أكلا قط.
ومن كلامه : الفقير بحال البكر إذا سأل زالت بكارثة. ولم يصحب قط أميرا ولا وزيرا ، وكان دعائه «اللهم بعدنا عن الدنيا وعن أهلها» وكان قد أشار عليه بعض العلماء بأن يتزوج ، فتزوج قرب موته ورزق ولدين ومات آخر [ق ١٩٦ أ] ليلة تسفر عن ثامن شهر ربيع الاخر سنة خمس وتسعين وستمائة ، ولم يملك درهما ولا دينارا ، بل وجد عليه ألف درهم دينا فأوفى عنه ، ودفن بجوار مسجد الفتح وقبره يزار إلى يومنا هذا ، أعاد الله علينا من بركاته ونفعنا به فى الدنيا والآخرة.
ذكر شطا
أعلم أن شطا من أعمال دمياط ، وهي بين تنيس ودمياط وإليها تنسب الثياب لشطارية ويقال أنها عرفت بشا ابن الهاموك ، وكان أبوه خال المقوقس ، وكان علي دمياط ، فلما فتح عمرو بن العاص مدينة دمياط فخرج إليه شطا وأسلم علي يد عمرو وحسن إسلامه ، وكان قبل الإسلام فيه الخير ويميل إلي ما يسمعه من سيرة أهل الإسلام ، ومات شهيدا في ليلة النصف من شعبان سنة إحدي وعشرين من الهجرة ، وكانت ليلة الجمعة ودفن خارج دمياط وهو مكانه الآن. وصاروا الناس يجتمعون هناك في ليلة النصف من شعبان في كل عام إلي يومنا هذا.