فقالت : يا أمير المؤمنين أن هذا الذهب من الطين ومن عدلك يا أمير المؤمنين وعندى منه شىء كثيرة ، ولا تشمت بى أعداء برده فعند ذلك قبله المأمون منها وأقطعها عدة ضياع وأعطاها من قريتها طاء النمل مائتا بعير خراج ، وانصرف وهو [ق ١٠٩ ب] متعجبا من كبر مروتها وسعة حالها ، وقيل أن المأمون فرق ذلك الذهب جميعه على عساكره بالكبشة هو بنفسه ، فرحم الله تلك الأرواح الطاهرة.
ذكر الديوان
قال القاضى أبو الحسن الماوردى : الديوان محفوظ بحفظ ما تعلق بحقوق السلطنة من الأعمال والأموال ومن يقوم بها من الجيوش والعمال فى تسمية ديوانا ، وجهان أحدهما أن كسرى أنو شروان أطلع ذات يوم على كتاب ديوانه فرأهم يحسبون مع أنفسهم ، فقال ديوانه أى مجانين فسمى موضعهم بهذا الأسم ، ثم حذفت الهاء منه عند كثرة الاستعمال له تحقيقا للأسم فقيل ديوان ، والثانى الديوان اسم بالفارسية للشياطين فسمى الكتاب باسمهم لحذقهم بالأمور ، ووقوفهم على الجلى والخفى ، وجمعهم على ما قرب وبعد فسمى مكان جلوسهم باسمهم فقيل ديوان.
أعلم أن كتابة الديوان على ثلاثة أقسام : كتابة الجيوش والعساكر وكتابة الخراج وكتابة الإنشاء والمكاتبات ، ولا بد لكل دولة من استعمال هذه الأقسام [ق ١٠ أ] الثلاثة.