فساقك الحين إلى عسكر |
|
ضاق به عن ناظرك الفسيح |
وكل أصحابك أودعتهم |
|
بسوء تدبيرك بطن الضريح |
[ق ١٩٣ أ]
خمسون ألفا لا يرى منهم |
|
إلا قتيلا أو أسيرا أو جريح |
وفقك الله لأمثالها |
|
لعل عيسى منكم يستريح |
إن كنت عولت على عودة |
|
لأخذ ثارا ولنقد صحيح |
دار ابن لقمان على حالها |
|
والقيد باق والطواشى صبيح |
وقال آخر :
يا فرنسيس هذه أخت مصر |
|
فتأهب لما إليه تصير |
لك فيها دار ابن لقمان قبر |
|
وطواشيك منكر ونكير |
وقد دخل فى قلب فرنسيس من ضرب هذا الطواشى صبيح ما لا ينسا حصرته ، فعند ذلك رد إلى بلاده ، وقد أشار بعض أرباب الدولة المصرية بخرب مدينة دمياط خوفا من مسير الفرنج إليها مرة أخرى ، فسيروا إليها الحجارين والفعلة ، فوقع الهدم فى أسوارها يوم الأثنين ثامن عشر شهر شعبان سنة ثمان وأربعين وستمائة حتى خربت كلها ، ومحوا آثارها ولم يبق منها سوى الجامع وصار مكان البيوت أخصاص على شاطىء النيل ، وصارت تسكن فيها الصيادين وسموها المنشية ، ثم حين تجدد [بعد] بناء سورها أمير المؤمنين المتوكل علي الله ثم لما كانت [ق ١٩٣ ب] دولة الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقدارى الصالحى بعد قتل الملك المظفر قظز فأمر بتجديد عمارة مدينة دمياط. وأرسل إليها عدة من الحجارين والبنائين وذلك فى سنة تسع وأربعين وستمائة ، وأمر بردم فم بحر دمياط ، فأخذوا من القرابيص بتاع الهد القديم ، وألقوها فى البحر الذى يصب من شمال دمياط فى البحر المالح حتى ضاق ،