للتماسيح فكانت لا تظهر فيما يلى البلدة من النيل على مقدار ثلاثة أميال علو أو سفلا ، وكان بها سجن يوسف عليه السلام.
قال القضاعى : سجن يوسف عليه السلام فى بوصير من عمل الجيزة أجمع أهل المعرفة من أهل مصر على صحة هذا المكان ، وأنه سجن يوسف [عليه السلام] وكان الوحى ينزل عليه فيه وسطح هذا السجن معروف بإجابة الدعاء فيه ، وقيل أن كافور الأخشيدى سأل أين أبا بكر الحداد عن موضع معروف بإجابة الدعاء ليدعو فيه ، فأشار عليه السلام [١٧٩ ب] بنى على أثر هذا السجن مسجدا ، وهو هناك يعرف بمسجد موسى ، وكان فى قديم الزمان إلى أيام الحاكم بأمر الله لهذا السجن وقت معلوم فى يوم من السنة يخرج إلى زيارة هذا السجن غالب أهل مصر من الرؤساء وعامة أهل مصر ويقيمون هناك نحو ثلاثة أيام وينفق فى هذه الثلاثة أيام أموال جزيلة فى المأكل والمشرب وغير ذلك ويجعلون هذا على سبيل الفرجة.
وفى ذلك يقول ظافر الحداد :
تأمل حكمة الأهرام وأعجب |
|
وعندهما أبو الهول العجيب |
كفاويتين قاما فى نحيب |
|
بمحبوبين بينهما رقيب |
وماء النيل تحتهما دموع |
|
وصوت الريح عندهما نجيب |
وظاهر سجن يوسف مثل صب |
|
تخلف فهو محزون كئيب |
ذكر منية عقبة
هذه القرية بالجيزة عرفت بعقبة بن عامر الجهنى رضى الله عنه ، قال ابن عبد الحكم كتب عقبة بن عامر إلى معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه يسأله أرضا يبنى له فيها منازل ومساكن فأمر له [ق ١٨٠ أ] معاوية بألف ذراع فى ألف ذراع فى أى أرض يختارها عقبة فما أختار عقبة غير هذه الأرض وابتنى بها دارا ، وتوفى عقبة بن عامر الجهنى في خلافة معاوية