قال الرئيس علاء
الدين بن أبى الحزم بن نفيس فى شرح القانون : هذه المحامد التي ذكرها ليست علامات
للحمد ، بل ماء النيل أفضل وأرق وألطف من ماء العيون.
فهذه الأربعة بعد
منبعه توجب لطاقة الماء بسبب كثرة حركته [ق ٨٣ ب].
أعلم أن منبع
النيل من جبل [يقال له] القمر ، وهذا الجبل وراء خط الأستواء باحدى عشرة درجة
وثلاثين دقيقة مما به أعظم دائرة فى الأرض ، فإذا دخل النيل مدينة مصر ثم إنتهى
إلى بلد يقال لها شطنوف يفترق هناك إلى نهرين يرميان إلى البحر المالح : أحدهما
يعرف ببحر رشيد ومنه يكون خليج الإسكندرية. وثانيهما يعرف ببحر دمياط وهذا البحر
إذا وصل إلى المنصورة تفرع منه نهر يعرف ببحر أشمون ثم إلي البحيرة هناك وباقية
إلى بحر الملح عند دمياط. وزيادة ماد النيل هى من أمطار مثيرة ببلاد الحبشة.
ثم أنه يتوجه إلى
الشمال والمتوجه إلى المغرب والجنوب ردي خصوصا عند هبوب ريح الجنوب والذى ينحدر من
مواضع عالية فهو أفضل ، أما ما قاله الرئيس ابن سينا من صفات ماء العيون فإذا
اعتبرت ما قاله تجد ذلك قد اجتمع فى ماء النيل.
فأوله أن ماء
النيل عين تمر على أراضى حرة ، ولا يغلب على تربة شىء من الأحوال والكيفيات الردية
[ق ٨٤ أ] [كمعادن] النفط والشب والأملاح والكباريت ونحوها ، بل يمر على الأراضى
التى تنبت الذهب بدليل ما يظهر فى الشواط من قراضات الذهب وقد عانى جماعة تصويل
الذهب من الرمل المأخوذ من شطوط النيل فربحوا منه مالا وفضيلة كون أن الذهب فى
الماء لا ينكر.
الثانى
: أن النيل فى
جريانه أبدا مكشوف للشمس والرياح.
الثالث
: أن طينة من طين
مسيل مياه مجتمعة من أمطار تمر على أراضى حرة ، ويظهر ذلك من عطرية روائح الطين إذا نديته بماء.
الرابع
: غمورة ماء النيل
وشدة جريه التى تكاد تقصف العمد إذا اعترضها.
__________________