أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي ، أخبرنا أبو منصور عبد المحسن بن محمّد بن علي ـ من لفظه ـ أخبرنا القاضي أبو القاسم يحيى ابن القاضي عبد الله [ابن] محمّد بن سلامة بن جعفر ، أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن خرّزاد البحيري ، أنشدنا أبو القاسم جعفر بن شاذان القمي ، قال : أنشدنا الصولي ، أنشدنا المبرد ، أنشدني البحتري له (١) :
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا |
|
من الحسن حتى كاد أن يتكلما |
وقد نبه النوروز في غلس الدجى |
|
أوائل ورد كنّ بالأمس نوّما |
كتب إليّ أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت سعيد بن محمّد بن الفضل الواعظ يقول : سمعت أحمد بن محمّد الأديب البشتي المعروف بالمولى يقول : خرجت إلى بخارى بقصيدة مدحت بها الشيخ أبا الفضل البلعمي فوصلت إلى حضرته ، وقد أحس بموجدة السلطان ـ أيّده الله ـ عليه ، وقد أثر ذلك فيه بحضرة الديوان غير مرة لأصادف منه خلوة أو في المنزل فلم أصادفها ، فبينا أنا عنده ذات يوم إذ قرأ قصة لبعض المتصلين به فرفع رأسه إلى الكتبة فقال : من يحفظ منكم قول البحتري في مساعدة الزمان ومعاندته ، فسكت الكتبة عن آخرهم ، فقمت وقلت : أنا أحفظها ، فقال : هاتها ، فأنشدته (٢) :
خليلي إن كان الزمان مساعدي |
|
وآذيتماني لم يضق عنكما صدري |
ولكن إذا كان الزمان معاندي |
|
فإيّاكما أن تؤذياني مع الدهر |
فقال لي : أحسنت ، ارفع حاجتك ، فقلت : أدام الله عزّ الشيخ ، معي قريض من نيسابور ، فقال : هاتها ، فأنشدته القصيدة ، فوصلني وقضى جميع حوائجي.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أخبرنا أبو بكر الخطيب (٣) ، أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن جعفر التميمي الكوفي ، أخبرنا أبو بكر الصولي ، عن ابن البحتري قال : دخل أبي على بعض العمال ـ قد ذكره ـ في حبس المتوكل
__________________
(١) البيتان في ديوانه ١ / ١٢٤ من قصيدة يمدح الهيثم الغنوي ، ومطلعها :
أكان الصبي إلا خيالا مسلّما |
|
أقام كرجع الطرف ثم تصرما |
(٢) لم أجد البيتين في ديوانه الذي بين يدي.
(٣) الخبر والشعر في تاريخ بغداد ١٣ / ٤٧٨ ـ ٤٧٩.