فقال : «قد جاءكم وائل بن حجر» ثم لقيته صلىاللهعليهوسلم](١) ، فرحب بي ، وأدنى مجلسي وبسط لي رداءه فأجلسني عليه ، ثم دعا لي الناس فاجتمعوا إليه ثم اطلع المنبر وأطلعني معه ، فأنا من دونه ، ثم حمد الله وقال : «يا أيّها الناس ، هذا وائل بن حجر أتاكم من بلاد بعيدة ، من بلاد حضرموت طائعا غير مكره ، بقية أبناء الملوك ، بارك الله فيك يا وائل ، وفي ولدك ، وفي ولد ولدك» ، ثم نزل وأنزلني معه ، وأنزلني منزلا شاسعا عن المدينة ، وأمر معاوية بن أبي سفيان أن ينزلني إياه ، فخرجت وخرج معي ، ثم ذكر الحديث بطوله.
أخبرناه بتمامه أبو الفضل محمّد بن إسماعيل ، أنا أحمد بن محمّد الخزاعي ، أنا الهيثم ابن كليب الشاشي ، نا أبو حاتم الرّازي ، نا محمّد بن حجر بن عبد الجبّار بن وائل بن حجر الحضرمي ، حدّثني عمي سعيد بن عبد الجبّار ، عن أبيه عن أمّه عن وائل بن حجر قال :
بلغنا ظهور رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنا في ملك عظيم وطاعة ، فرفضته ، وأتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم بمنّة الله عليّ ، فنهضت راغبا في الله وفي رسوله وفي دينه حتى قدمت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة ، فلقيني رجال من أصحابه قبل أن ألقاه ، فبشّروني بما بشّرهم به رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيما ذكروا قبل أن أقدم عليهم بثلاثة أيام ، قالوا : قال لنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هذا وائل بن حجر قد أتاكم من أرض بعيدة من حضرموت طائعا غير مكره (٢) راغبا في الله وفي رسوله ، بقية أبناء الملوك» قال : ثم لقيته فدخلت عليه ، فرحّب بي وأدناني وقرّبني وبسط رداءه وقبل إسلامي ، ثم نهض بي إلى مسجده ، فصعد منبره وأصعدني معه ، فقمت دونه ، واجتمع الناس ، فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيين وقال : «صلّوا عليهم إذا ذكرتموني فإنهم قد بعثوا كما بعثت وقال لهم صلىاللهعليهوسلم ، وعلى أنبيائه : «هذا وائل بن حجر قد أتاكم من بلاد بعيدة من حضرموت ، طائعا غير مكره راغبا في الله وفي رسوله ، وفي دينه ، بقية أبناء الملوك» فقلت له : يا رسول الله ، قد منّ الله عليّ حين أتاني ثناؤك بإتيانك رغبة في الله وفي دينك ، قال : «صدقت» ثم قال : «اللهم بارك في وائل ، وفي ولده ، وفي ولد ولده» ، ثم نزل ، وأنزلي معه ، فدفع إلي ثلاثة كتب ، وأقطعني أرضا أمرني أن أنزلها ، وكنت نزلت حين قدمت المدينة شاسعا عنها ، فبعث معي معاوية بن أبي سفيان ليدفعها إليّ ، فخرجت في الهاجرة ، فركبت راحلتي ، وخرج معاوية معي ماشيا حافيا. فما سرت إلّا قليلا حتى قال : يا عمي ، أردفني ، فإن الرمضاء قد
__________________
(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، والمعجم الكبير.
(٢) بالأصل مكرها ، خطأ ، والمثبت عن «ز» ، وم.