ابن منجويه ، أخبرنا أبو أحمد الحاكم ، أخبرنا أبو العبّاس الثقفي ، حدّثني محمّد بن أويس قال : سألت محمّد بن حجر عن كنية وائل بن حجر؟ فقال : سمعت أبي وعمّي وأهلي يقولون : كان وائل بن حجر يكنى أبا هنيدة ، وأنشدنا محمّد بن حجر عن قول الشاعر :
إنّ الأغر أبا هنيدة ردّني |
|
بوسائل وبفضل سيب واسع |
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (١) ، أنا هشام بن محمّد ، نا سعيد وحجر ابنا عبد الجبّار بن وائل بن حجر الحضرمي ، عن علقمة بن وائل قال :
وفد وائل بن حجر بن سعيد الحضرمي على النبي صلىاللهعليهوسلم ، فمسح وجهه ودعا له ، ورفّله (٢) على قومه ثم خطب الناس فقال : «أيّها الناس ، هذا وائل بن حجر أتاكم من حاضرموت (٣) ، ومدّ بها صوته ، راغبا في الإسلام» ثم قال لمعاوية : «انطلق به فأنزله منزلا بالحرة» قال معاوية : فانطلقت به وقد أحرقت رجليّ الرمضاء ، فقلت : أردفني ، قال : لست من أرداف الملوك ، قلت : فأعطني نعليك أتوقى بهما من الحرّ ، قال : لا يبلغ أهل اليمن أن سوقة لبس نعل ملك ، ولكن إن شئت قصّرت عليك ناقتي فصرت في ظلها ، قال معاوية : فأتيت النبي صلىاللهعليهوسلم فأنبأته بقوله ، فقال : «إن فيه لعبيّة من عبيّة (٤) الجاهلية» ، فلمّا أراد الانصراف كتب له كتابا (٥) [١٢٨٨٢].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، فحدّثني جدي وأبو خيثمة ، قالا : أخبرنا يزيد بن هارون ، أنا إسرائيل بن يونس ، عن إبراهيم بن عبد الأعلى ، عن جدته ، عن أبيها سويد بن حنظلة ، قال :
خرجنا نريد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومعنا وائل بن حجر ، فأخذه عدو له فتحرّج قوم أن يحلفوا وحلفت أنه أخي ، فخلّى عنه ، فأتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فذكرت ذلك له فقال : «أنت أبرّهم وأصدقهم وصدقت ، المسلم أخو المسلم» [١٢٨٨٣].
__________________
(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ١ / ٣٥٠ ـ ٣٥١.
(٢) يعني سوّده وعظمه على قومه ، ورأسه عليهم.
(٣) كذا وردت بالأصل وم ، وفي «ز» ، وابن سعد : حضرموت.
(٤) العبية : الكبر والفخر ، وعبية الجاهلية : نخوتها وتعظمها بآبائها (اللسان).
(٥) ورد نص الكتاب في طبقات ابن سعد ١ / ٣٤٩.