عن عمرو (١) وجه حديث هلال بن يساف عن زياد بن أبي الجعد عن وابصة ، ويحتمل أن يكون هلال سمعه من وابصة أيضا لأنه قد رآه أو عدّ سكوته إقرارا به ، فحدّث به تارة عنه.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو منصور بن شكرويه ، أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله : حدّثنا الحسين (٢) بن إسماعيل المحاملي ، نا محمد (٣) بن مسلم بن وارة ، نا محمّد بن عبد العزيز الرملي ، نا شهاب بن خراش ، نا القاسم بن غزوان ، عن إسحاق بن راشد الجزري ، عن سالم ، حدّثني عمرو عن (٤) وابصة عن أبيه وابصة وكانت له صحبة من النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
بينا أنا في دار لي بالكوفة قاصية ، وأمير المصر يومئذ عبد الله بن مسعود خليفة أمير المؤمنين ، الخليفة عثمان إذا رجل في نحر الظهيرة يستأذن على باب الدار الأقصى ، فإذا عبد الله بن مسعود ، فقلت : أبا عبد الرّحمن ، ما جاء بك في هذه الظهيرة؟ قال : اللهمّ ، ألا إن النهار طال عليّ فذكرت من أتحدث إليه ، فذكرتك ، فجرى بيني وبينه الحديث حتى أنشأ يحدّثني عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ يعني ـ فقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«إنّ فتنة مظلمة أو مطلمة (٥) جائية ، المضطجع فيها خير من القاعد [والقاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الراكب](٦) ، والراكب فيها خير من المجري» ، قلت : متى ذاك يا ابن مسعود؟ فقال : تلك أيام الهرج حين لا يأمن الرجل جليسه ، قلت : ما تأمرني إن أدركني ذلك الزمان؟ قال : تكف لسانك ، وتكون حلسا من أحلاس بيتك ، قال : فلما قتل عثمان طار قلبي مطارا ، فركبت حتى أتيت دمشق ، فلقيت خريم بن فاتك الأسدي ، فحدّثني أو قال : فحدّثت بحديث عبد الله بن مسعود ، فقال لي خريم : الله الذي لا إله إلّا هو لأنت سمعته من عبد الله؟ قلت : الله الذي لا إله إلّا هو لأنا سمعته من عبد الله ، قال : فحلف لي خريم لسمعه من رسول الله صلىاللهعليهوسلم كما حدّثنيه عبد الله [١٢٨٥٤].
__________________
(١) الأصل وم و «ز» : عمر.
(٢) في «ز» : أبو الحسين.
(٣) الأصل : مسلم ، والمثبت عن «ز» ، وم.
(٤) تحرفت بالأصل إلى : عن ، وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب «بن» وقد جاءت صوابا في «ز» ، وم «بن».
(٥) مطلمة من الطلم. وطلم الخبزة سواها وعدلها ، والتطليم ضربك الخبزة بيدك (القاموس المحيط).
(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك عن «ز».