يعني ابن الوليد ، نا أبو النّضر عن محمّد بن الفضل بن عطية ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمير الليثي عن أبيه قال :
بلغنا أن الله أهدى إلى موسى خمس دعوات جاء بهن جبريل في أيام العسر ، وقال : يا موسى ادع بهؤلاء الخمس دعوات ، فإنه ليس عبادة أحبّ إلى الله من عبادة أيام العسر أوّلهن : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
والثانية : أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، إلها أحدا ، صمدا ، لم يتّخذ صاحبة ولا ولدا.
والثالثة : أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، أحدا صمدا.
والرابعة : أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو حيّ لا يموت ، بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير.
والخامسة : حسبي الله وكفى ، سمع الله لمن دعا ، ليس وراء الله منتهى.
فقال الحواريون ـ يعني ـ لعيسى بن مريم : ما ثواب من قال هؤلاء الكلمات؟ فقال : أما من قال الأولى (١) مائة مرة : فإنه (٢) لا يكون أحد من أهل الأرض عمل مثل ذلك ذلك اليوم ، وكان أكثر العباد حسنات يوم القيامة ، ومن قال الثانية مائة مرة : كأنّما قرأ التوراة والإنجيل اثنا عشر (٣) مرة ، وأعطي ثوابهما ، ومن قال الثالثة مائة مرة كتبت له بها عشرة آلاف ألف حسنة ، ومحي عنه بها عشرة آلاف ألف سيئة ، ويفتح (٤) له بها عشرة آلاف ألف درجة ، ونزل سبعون ألف ملك من سماء الدنيا رافعين أيديهم يصلون على من قالها ، ومن قال الرابعة مائة مرة : تلقاها ملك (٥) حتى يضعها بين يدي الرّحمن تبارك (٦) وتعالى وينظر الله إلى من قالها ومن (٧) نظر الله إليه لا يشقى ، قال عيسى : أخبرني ما ثواب الخامسة؟ قال جبريل : هي دعوتي ، ولم يؤذن لي أن أفسّرها.
__________________
(١) الأصل : الأول ، والمثبت عن د.
(٢) من قوله : يعني .. إلى هنا سقط من م.
(٣) كذا بالأصل وم ود ؛ «اثنا عشر» والوجه : اثنتي عشرة مرة.
(٤) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن د ، وم.
(٥) في م : ملكا.
(٦) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن د ، وم.
(٧) قوله : «من قالها ومن» مطموسة بالأصل ، وكتبت الكلمات تحت السطر.