بإذن الله في إنائها (١) دما ، وفي إناء الإسرائيلية ماء صافيا ، حتى إن كانت المرأة من آل فرعون لتقول للمرأة من بني إسرائيل : اجعلي الماء في فيك ثم مجّيه في فيّ ، قال : فكانت المرأة تأخذ الماء في فيها ، فإذا مجّته في في آل فرعون (٢) صار دما ، فمكثوا بذلك سبعة أيام ولياليهن لا يقدرون على ماء حتى بلغهم الجهد.
قال : وأنا إسحاق ، حدّثني سعيد بن أبي عروبة ، أخبرني قتادة عن كعب أنه قال :
إن آبارهم صارت قبل الدم دودا أحمر ، فاتّخذ فرعون لها أكوازا على فيها كشبه (٣) الغرابيل يقال له البرقال (٤) قال : فعند ذلك صارت أنهارهم دما ، قال : فصرخوا إلى فرعون : إنّا قد هلكنا عطشا ، وإنّه لا صبر لنا ، وقد هلكت مواشينا ، وأنعامنا عطشا من الظمأ فأرسل فرعون إلى موسى ، فقال : يا موسى بحقّ ربك الذي أرسلك إلينا لمّا دعوته أن يكشف عنا إننا لمهتدون. وهي مرّتك هذا (٥) نعطيك عهدا أن لا ننكث ، ونؤمن بك ، ونرسل معك بني إسرائيل ، قال موسى : يا فرعون ، أليس تزعم أنّي ساحر ، وأنّي أصنع هذا بسحري ، فكيف تأمرني أن أدعو ربي ، قال : يا موسى لا تؤاخذنا بما قد مضى ولكن ادع لنا ربك مرّتك هذه ، فدعا موسى ربه ، فكشف الله عنهم الرجز (٦) ، وشربوا من بعد الدم ماء عذبا صافيا ، قال : وما كان دعوة موسى في كل مرة إلّا للحجة والعذر الذي قدّره الله ، ورجا أن يرجعوا ويوفوا بعهده ، ويؤمنوا ، ويرسلوا معه بني إسرائيل ، فلم يفوا وعادوا إلى أمرهم قال الله : (فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ)(٧).
قال : وأنا إسحاق ، أنا شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن قال :
طاف عليهم الموت ثمانية أيام ، وهو الطوفان ، وقال غير الحسن ممن سمينا في الكتاب وهو وهب : أنه أرسل عليهم السماء ثمانية أيام وهو حتى خافوا الغرق ، وهو الطوفان ، وقال غير الحسن : فكان بين الطوفان وبين الجراد أربعون يوما ، وكان الجراد ثمانية أيام ، وكان بين الجراد وبين القمّل أربعون يوما ، وكان القمّل ثمانية أيام ، وكان بين القمّل والضفادع أربعون
__________________
(١) الأصل : «إناء» والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.
(٢) وفي المختصر : فإذا مجته في فيها صار دما.
(٣) كذا بالأصل وم ، ود ، وفي المختصر : كهيئة.
(٤) كذا بالأصل وم ، ود ، ولم أحله.
(٥) كذا بالأصل ، ود ، وم ، والأشبه : هذه.
(٦) الرجز يعني العذاب ، وقال ابن جبير : كان العذاب بالطاعون والسياق يقتضي أن الرجز قد يكون ما تقدم من إظهار الآيات المتتابعات المتتاليات.
(٧) سورة الأعراف ، الآية : ١٣٥.